سياسة

جعجع للحريري: لنتفق على استقالة عون واستقالتنا جميعاً من مجلس النواب لكي نصل للإنتخابات النيابيّة المبكرة

أكد رئيس حزب “القوات ال​لبنانية” سمير جعجع ان “ما يجري يفسّر هذا الكم الهائل من الأزمات التي نعيشها إن كان اسم هذه الأزمة أزمة بنزين أو مازوت او أدوية أو فرص عمل أو تدهور سعر صرف الليرة أو أي جانب من جوانب حياتنا الاجتماعية الاقتصادية المعيشيّة الأخرى. وبالتالي بكل اختصار، ماذا يجري في لبنان الآن؟ لا يوجد دولة في لبنان، ووجود دويلة لها استقلاليتها وتحتكر القرار الإستراتيجي، فساعة ترى ذلك مناسباً ولأسباب لا علاقة لها بلبنان تطلق ​الصواريخ على ​إسرائيل وساعة تراه هي مناسباً ولأسباب إطلاقاً لا علاقة لها بلبنان أو الأخلاقيات العامة، تذهب للقتال في سوريا  والمشكلة الأساس هي أن الأفرقاء الآخرون الذين هم ليسوا بالأساس مع الدويلة أو لا يتبعون نفس إيديولوجيّة وفكر الدويلة وفي طليعتهم ​التيار الوطني الحر ، تيار الرئيس ميشال عون، تخلوا عن دورهم تماماً وتحالفوا مع الدويلة لأغراض مصلحيّة آنيّة صغيرة”

وشدد جعجع على انه “مما أدى إلى أن تكون الدويلة هي الدويلة والذين من المفترض فيهم ألا يكونوا دويلة أصبحوا بحكم الممارسة دويلة، إذاً، من بقي لشهر على شؤون الدولة؟ عملياً قلّة قليلة جداً، لا تستطيع وحدها القيام بأمور الدولة، وفي مكان ما نعم طفح الكيل في نقطتين، أول نقطة، وقعت حادثة صغيرة في قرية صغيرة متواضعة في جنوب لبنان تدعى شويّا، وهذه الواقعة كبيرة ومعبّرة جداً إذ أن أهالي القرية شيباً وشباباً اعترضوا إحدى راجمات حزب الله وهي عائدة من مهمّة قصف وأجبروها على التوقف، وهذا الحادث لا يخصّ شويّا بالذات بل يعبّر بالفعل عن أكثريّة ساحقة من شعور اللبنانيين، فمن شعور أكثريّة ساحقة من اللبنانيين ماذا كان ردّ حزب الله”؟.

وبيّن جعجع ان “ردّ حزب الله كان وكأنهم مجموعة قطاع طرق أو مجموعة أناس خونة كالعادة أو مجموعة أناس يرتبطون بالخارج وهم قاموا باعتراض راجمة حزب الله، غير صحيح. هذه نقطة طفح فيها الكيل، وكان يجب على مسؤولي حزب الله بعد هذه الحادثة ان يجلسوا طويلاً في غرفة مغلقة وأن ينكبوا على دراسة هذه الواقعة وأن يحلّلوها بقليل من الضمير وكثير من البصيرة ليخرجوا بنتائج ان أكثريّة الشعب اللبناني لم تعد تريدهم”.

وشدد رئيس الحزب على ان “الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قام في الحديث ذاته، في نفس الإطلالة التلفزيونيّة بشن هجوم صاعق على من؟ على المحقق العدلي بأي قضيّة؟ في قضيّة تفجير مرفأ بيروت “كتيير، هيك كتير”، كما يقولون بالإنكليزيّة “Enough is Enough”، فانفجار مرفأ بيروت أسفر عما يزيد عن 200 ضحيّة وما يزيد عن 600 جريح، عشرات الآلاف من المنازل المتضرّرة أو المهدّمة وأضرار لا تعد ولا تحصى، لأن هذا قلب المدينة، أي مجموع الأضرار الماديّة لا يحصى، وبعد سنة من انفجار مرفأ بيروت لم تتوصّل التحقيقات إلى شيء ملموس بعد لأن فرقاء سياسيين معينين بطليعتهم حزب الله قاموا بعرقلة أول محقق عدلي تعيّن ومن ثم الآن عندنا محقق عدلي ثانٍ وقام السيد حسن نصرالله بشن هجوم صاعق على هذا المحقق العدلي”.

واعلن جعجع انه “كان لا بد من وضع النقاط على الحروف وإيضاح الأمور، لربما الجماعة في حزب الله لم تستطع تفسير الأحداث في لبنان كما يجب فقلنا لهم إن حادثة شويّا هي هكذا والمحقق العدلي إذا ما كنت تعرف يا سيّد حسن قل ما تعرفه وإذا ما كنت لا تعرف، فكيف لك أن تعترض على ما يفعله المحقق العدلي، وانا أكيد ان إطلاق الصواريخ ليس بالصدفة، ولكن أنا شخصياً أضعه في إطار آخر، ليس في إطار احتدام الأزمات الداخليّة اللبنانيّة، لأن إطلاق الصواريخ لا يحل شيئاً من جهّة، ومن جهّة أخرى لم يعد ينطلي على أحد في الداخل، وأنا أضع إطلاق الصواريخ على إسرائيل في سياق ال​سياسة​ الاستراتيجيّة الإيرانيّة العامة للمنطقة في هذا الوقت بالذات بالتحديد، وهذا السبب شهدنا مثلاً بدءاً بالعراق، ففي العراق حتى عواميد الكهرباء شبكات نقل الكهرباء تتعرّض كل يوم، وشهدنا عدداً أكبر من المسيرات من اليمن باتجاه السعوديّة، كما شهدنا لاعتداء على بواخر تجاريّة، في هذا السياق أضع الصواريخ التي أطلقت مؤخراً من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، هذا يدخل في إطار استراتيجيّة أخرى مختلفة تماماً لا علاقة لها بلبنان لا شعباً ولا قضيّة”.

واشار جعجع الى انه “للأسف في الآونة الأخيرة جزء من الرأي العام اللبناني والذي هو الرأي العام اللصيق مباشرةً بحزب الله أفسد في الود قضيّة ولكن هذا لا ينسحب على مجمل الشعب اللبناني، وأنا الآن سأضع نفسي مكان مواطن سعودي يتابع الأحداث أو مواطن إماراتي أو مواطن كوتي، يرى أن هناك حزب في لبنان إسمه حزب الله يتدخل في سوريا والعراق والبحرين ويمكن في شرق السعوديّة وفي اليمن وفي أماكن أخرى، وحزب الله يتدخّل بسياسات تناقض تماماً الإستراتيجيّة العربيّة العامة وتناقض تماماً مصالح السعوديّة، مصالح دول الخليج ومصالح بقيّة دول المنطقة، وفي نفس الوقت هذا الحزب يقوم بالتهجّم بشكل دائم جراء تناقض المصالح على السعوديّة، وعلى الإمارات، وعلى الكويت، وعلى بقيّة دول الخليج وعلى بقيّة الدول العربيّة بنسب متفاوتة، وفي الوقت نفسه، إلى حد الآن، كان ممكن ان يكون مفهوماً، هذا المواطن السعودي يتساءل إذا افترضنا أن حزب الله هكذا أين هم بقيّة اللبنانيين، ولكن للإجابة على هذا السؤال هناك شقيّن: أول شق، أنا أتمنى على المواطن السعودي وكل مواطن خليجي وكل مواطن عربي أن يتذكّر انه ما بين سنة 2005 و2010 تعرّضنا لعشرين اغتيال ومحاولة اغتيال قضى فيهم 10 من كبار قادة الرأي في لبنان وانه يوجد عامل إرهاب فعلي موجود، في الآونة الأخيرة، جرى اغتيال أشهر الناشطين السياسيين في اسمه لقمان سليم، وهلم جرّ، فإذا وجد هذا العامل يجب أخذه ولو قليلاً بعين الاعتبار”.

ولفت جعجع الى “حصول تخاذل من قبل كثير من القوى السياسيّة في لبنان للعب دورها كما يجب أن تلعب هذا الدور، والعامل الآخر وللأسف، وهنا المواطن العربي والمواطن السعودي والخليجي لديه الحق، القوى السياسيّة الأخرى من التيار الوطني الحر على رأسها وصولاً يمكن إلى آخرين أي بعيدين كل البعد عن نظريّة ولاية الفقيه أخذوا جميعاً قراراً بمهادنة حزب الله وأخذوا قراراً ليس فقط بالمهادنة، والتيار الوطني الحر أخذ قراراً بالتحالف الكامل أما البقيّة في تحالفات ولو ليست كاملة وإنما جزئيّة إلا أنهم ينسقون كافة الأمور بشكل من الأشكال، والمشكلة أن بعض قياداتها لا تريد أن تكمل بالمواجهة، وبالتالي نعم، المواطن السعودي والخليجي لديه الحق في ان يكون “زعلان”، إلا أنه من الجهة الأخرى يجب أن يعلم أن هناك أكثريّة الشعب اللبناني لا يوجد من يعبّر عن رأيها سوى القليل القليل، أي لا يوجد من يعبّر عن رأيها، تشعر تماماً كما يشهر هو هذا المواطن السعودي أو الخليجي ولكن ليس في اليد حيلة”.

وبيّن جعجع ان “القوّات” بقيت منذ اللحظة الأولى حتى الآن على نفس موقفها لا تساوم مع حزب الله لقناعات لديها، والاكيد كان ممكن لحزب الله مساعدة القوّات اللبنانيّة في زيادة مكاسبها في السلطة ولكن ماذا ينفع ذلك إذا ما كنا سنخون القضيّة التي من أجلها وجدنا، وبالتالي كل هذا المبدأ مرفوض”.

وعن اتفاق معراب أوضح انه “كل شيء يجب ان تحكم عليه انطلاقاً من ظروفه، هناك مقولة لبنانيّة وهي “كل لحظة وملائكتها معها” أي أن لكل لحظة ملائكتها ولها شياطينها أيضاً، ويجب أن نتابع ماذا كان يجري في تلك اللحظة، إذ أستطيع ان أقول لم يعد لدينا أي خيار، نحن اكثر من يعرف الرئيس ميشال عون باعتبار أننا بقينا على خصومة معه طيلة 40 عاماً وللأسف كل اتفاق معراب بالكاد يعني خدم لأشهر قليلة وعدنا إلى خصومة معه، ولكن في تلك المرحلة لم يعد هناك من خيار إلا انتخاب الرئيس ميشال عون، بالإضافة إلى ذلك لا تنسى أنه كان هناك جرحاً مسيحياً داخلياً ينزف على مدى 40 عاماً، ومن جهّة لم يكن لدينا أي حل على الإطلاق سوى هذا الحل، ومن جهة أخرى هناك جرح ينزف فقلنا لا حول ولا قوّة إلا بالله طالما أن الأمر كذلك فلنذهب بكامل قوانا العقليّة وليس مضطرين فلنذهب باتفاق واضح ونحاول مرّة أخيرة، ورئيس الجمهوريّة لم يعد باستطاعته أن يكمل إلا أن استقالته وحدها لا تغيّر شيئاً في الواقع، وإذا ما سلّمنا جدلاً أن الرئيس استقال اليوم، سيجتمع هذا المجلس النيابي غداً او بعد غد او الذي يليه، خلال أيام معدودة، وسينتخب رئيساً من نفس الطينة ونفس النوعيّة ونفس الهويّة”.

وأكد انه “لو أن سبعة أشهر فقط تفصلنا على الانتخابات النيابيّة، لكي نخرج بأكثريّة مختلفة في مجلس النواب لكي نستطيع أن ننتخب رئيساً مختلفاً، ماذا وإلا ليس الهدف الخلاص من ميشال عون كشخص والإتيان برئيس جمهوريّة بنفس اللون والطعم والرائحة على الإطلاق، داعياً رئيس الحكومة السابق سعد الحريري “لكي نتّفق على استقالة رئيس الجمهوريّة واستقالتنا جميعاً من مجلس النواب لكي نصل إلى انتخابات نيابيّة مبكرة، ماذا وإلا استقالة رئيس الجمهوريّة وحدها لن تغيّر شيئاً بوجود الأكثريّة الحاليّة، وسأتطرّق إلى بيان الحكومة السعوديّة الأسبوع المنصرم، الذي بخلاصته ألا مساعدات للبنان قبل أن تقوم حكومة تبدأ بإصلاحات لأننا لا نريد ان نساعد الفاسدين على إفساد ما تبقى من لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى