صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكُلّي الطوبى السّادة المطارنة الأجلاّء
أبائي الأجلاّء تحية عطرة ، من على أبواب الصرح الكبير الذي تُحنى له الرؤوس طوعًا وإحترامًا صرّح صاحب الفخامة وقبل القداس “ما أصابكم أصابني …” شعرت كمغترب أتعاطى كافة الأعمال التجارية وحتى العمل السياسي الشريف وكلبناني مؤمن بلبنانيتي ولا أستغِّلْ صداقاتي هنا وهناك إستخفافًا بمعاناة الشعب على أبواب هذا الصرح العظيم الذي أعْطِيَ له مجد لبنان وكأني بفخامته سيُطالب بدعم فقراء لبنان له في مسيرته التي إنطلقت من تعيينه قائدًا للجيش في ظرف غير طبيعي في تلك المراحل الحرجة من تاريخ لبنان والتي أفضت في حينه إلى تقليص مهمّة القائد السابق للجيش العماد المغفور له إبراهيم طنّوس مرورًا بإيكال مهمّة رئاسة حكومة إنتقالية مهمّته الدستورية إنحصرت بموجب مرسوم التكليف بإجراء الإنتخابات الرئاسية في حينه، حيث إستطرد دولته في حينه وقرأ الدستور والتكليف كما كان يليق له فصادر السلطة ورفع شعارات كلّفتنا الكثير من المعاناة وها هو اليوم يُطالبنا بصفته رئيسًا للجمهورية تحمُّل هذا الظرف العصيب الذي نمّر فيه وعلى ما أعتقد وبعد أنْ إستشرت العديد من الدستوريين في الإتحاد الأوروبي حيث أقيم والدستوريين اللبنانيين أنّ فخامة الرئيس يتحمّل القسط الأكبر من هذه المعاناة على كافة الصُعُد .
أبائي الأجلاّْ ، إنني لا أستغل الصرح ومقامكم لأوصِّف حالة سياسية لمصالح إنتخابية على ما يفعله بعض زائري صرحكم الكريم نحن نتعاطى العمل الوطني من باب الواجب والتوجيه والقانون وبرعاية دستوريين ورجال قانون وعلم سياسي وبمظّلة دولية ننتمي إليها بمنطق الحرية لا الإستزلام والتزّلُفْ . أما من حيث وجودنا حاليًا في أوروبا وفي بعض عواصم القرار من خلال مكاتبنا الوظيفية ، فإنني سأضيء بما تنص عليه القوانين الدولية واللبنانية المرعية الإجراء حول العمل في الشأن العام ، فالعلم يعتبر أنّ العمل السياسي هو نعمة وكرامة وحُسْن سلوك في الممارسة يجب إستثمارها في مواجهة تحديات الوطن وصعوبات المجتمع اللبناني عامةً والمسيحي خاصةً والماروني تحديدًا ،وكل القوانين التي تؤكد على ضرورة التحّلي في العمل الوطني بصفات ثلاث وهي : النبؤة بمعنى الممارسة السياسية السليمة ، الملوكية المتواضعة بمعنى التجرُّد في الخدمة العامة ، الرسولية بمعنى الإيمان الوطني الصرف الغير مرتهن لأي غريب والتقوى ويقظة الضمير ، وللأسف هذه الصفات الثلاث غير متوفرة اليوم في كل من يُمارس السلطة ومن أعلى الهرم وحتى أسفله وعذرًا على الصراحة والجرأة اللتان تستدعيان كشف الحقيقة بغية تصحيح هذا الواقع الأليم .
أبائي الأجلاّْ ، أما بصفتي كمواطن لبنان أعبد ربّي على ما علّمتموني كنسيًا وأعبُد وطني كما تنص عليه القوانين المرعية الإجراء إنما أدعو ومن باب الحرص والغيّرية إلى المشاركة في كل حوار وطني يهدُف إلى خلق حالة وطنيّة صحيّة تكون قاعدة لبناء مستقبلنا كمسيحيين وعلى مختلف مذاهبنا وكلبنانيين وأيضًا على مختلف مذاهبنا بتجرُّد دونما لُبس ولف ودوران على ما يحصل حاليًا حيث لا يمكننا أن نتكيّف مع مسؤول عاجز عن القيام بأعمال منوطة به دستوريًا على ما طالبتم به اليوم في عظة القيامة وهذا العيد هو من أعظم الأعياد عند المسيحيين لأنه عيد الرجاء والإيمان والتضحية والموت الذي ستغلبه القيامة العاكسة لصورة الحياة الأبدية .
أبائي الأجلاّ ، أسجّل العديد من الملاحظات على العظة وعلى ما سبقها من مواقف لأقول ومن باب الحرص على ما تبّقى من “مارونية سياسية ” دمّرتها المصالح الخاصة والمواقف المرتهنة للغرباء عدا ما نسمع من وعود ورفع أصابع في هذه المرحلة وللأمانة لا يُمكنكم مُطالبة مرجع مغلوب على أمره بتسويق فكرة “الحياد” في ظرف هو بأمّسْ الحاجة إلى من يُحرِّرَه من القيود التي أحاطَ نفسَهُ فيها وعدا عن ذلك لقد كبّل كل أجهزة الدولة المدنية والعسكرية بهذه المنظومة التي تتناقض والقوانين المرعية الإجراء على المستوى الدولي واللبناني ، ولا يمكنكم مطالبة مرجع تطبيق قرارت دولية ذات صلة بالقضية اللبنانية وهو غافل عنها ويعمل نقيضها ويُسوّق لفكرة غريبة عن المنطق تُعرف بفكرة “الأقليات”…
أبائي الأجلاّ ، سؤال أطرحه عليكم مُنهيًا مداخلتي : هل نحن قادمون على إنتخابات ديمقراطية أم نحن نسير إلى الإنتخابات بصورة فولكلورية ؟ ومن باب التقليد ومن دون شعور بالمسؤولية ما نفعل وما سيُنتج عن هذا الفعل ؟ ودمتم .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 17 نيسان 2022