أخبار إجتماعية

بقلم : سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ : سألوا غاندي …..؟؟؟

أمانة الإعلام المركزية

“سألوا غاندي ؟ متى الإنسان يفقد شرفه ، فأجاب : عندما يأكُــل من خيرات بلده ، وينتمي إلى بلد آخر ”

صدر عن أمانة الإعلام المركزية البيان التالي نصّه :

ننتظر كمغتربين كما كُلْ اللبنانيّين حسم الإتصالات الجارية لمعرفة مصير هذا المجلس ولجانه ، ولمعرفة أداء المجلس بكتله ولمعرفة اللجان التي ستتشكّل ، المحسوم لغاية الآن أنّ الأطراف المسيحية هي الخاسر الأكبر في هذه الإنتخابات ، والمُلاحظ أنّ هناك عملية خلط أوراق على الساحة السياسية اللبنانية في ظل غياب دامغ للقوى المسيحية التي تدّعي الربح وهي فعليًا قوى مُشتّة لقيطة تأتمر بمايسترو واحد يقودها نحو هدفه المنشود . صحيح أنّ بعض هذه القوى سيحصل على بعض المراكز ولكنها عمليًا لا تملك الحد الأدنى من التحرُّكْ والأحجام التي تدّعيها وما هي إلاّ سراب موسمي . كل هذه الأمور نلاحظها والمؤسف أننا عند المُراجعة نسمع كلامًا معسولاً لا قيمة له سوى وضعه في خانة ” خيي أقوى من خيّك” أو ” نحنا أقوى منكن ” والمعزوفة تطول . كل هذه الأمور تُدار بالكذب والإرتهان في ظل واقع أزمات معيشية متراكمة . أتاني زائر من لبنان طالبًا المُساعدة في تأمين الجامعة لأولاده في فرنسا ، والأمر لم يتوقف هنا بل أطلعني وبحسب ما تنامى إليه بكونه إعلامي مخضرم عَمِلَ في أكثر من صحيفة لبنانية وعربية ونقلاً عن أوساط دبلوماسية غربيّة “أنها تابعتْ بإهتمام شديد وإرتياح كبير إتمام الإنتخابات النيابية الأخيرة والنتيجة التي آلتْ إليها ، وإنها تترّقَبْ المسار الذي ستسلكه الأمور بعد تشكيل اللجان في المجلس والإستشارات المُلزمة التي من المفترض أن يقوم بها رئيس الجمهورية والذي ستنتهي ولايته خلال فترة قصيرة إلى الإستشارات التي سيُجريها الرئيس الذي سيُكلّف ، إضافة إلى تركيبة الحكومة …” أسئلة كثيرة أطرحها بإسمي وبعد إستشارة مكتبي القانوني والدستوري في بيروت وبعد إطلاع بعض البعثات الأجنبية هنا في بلاد الإغتراب لأبدأ بطرح السؤال المبدئي : لماذا هذا الإهتمام من قبل المجتمع الدولي بالذي حصل؟ وهل كان إطلاعه على مجريات الأمور سليمًا ، وهل إستفسر عن حجم المقاطعة التي بلغت 59% ؟ وهل الأنظمة الديمقراطية التي يتغنّون بها تقبل بهكذا نتيجة إقصائية ؟ وهل تمّت مقاربة الأمور بموضوعية ؟ ومن هي الجهة المخوّلة وفقًا للمجتمع الدولي متابعة تسريع المسار الدستوري لأنّ الأوضاع السياسية – الأمنية – الإقتصادية – المالية – المعيشية في لبنان تؤشّرْ إلى وضع ينهار تباعًا؟ إنّ ما أفرزته هذه الإنتخابات هو أمر خطير ، وهناك إصطفاف حاد قائم أكثر من أي وقت مضى ، وعمليًا هناك فريق واحد ربح المعركة النيابية وشتت كل الأطراف وهو الحاكم بأمره والفاعل في كل القرارات وسيجعل كل فريق من الذين يتواجدون في المجلس النيابي بحاجة لدعمه ، وبالتالي عليه تقديم الطاعة وخصوصًا في الإستحقاق الرئاسي القادم . لقد رهنوا البلد لأكثر من عشرين سنة على الأقل ، لعن الله كل المُطبلين والفاشلين .
في قاموسنا النضالي ، إنّ لبنان ومع هذا الواقع المرير ليس متروكًا لأمره ولقدره إنما العين المناضلة ساهرة على أوضاعه أكثر من كل الذين يدّعون أنهم مخلصون في تعاملهم مع القضية اللبنانية ، ونضالنا في الداخل وعالم الإغتراب لن يسسمح بإدخال لبنان في حالة الفوضى التي سيكون حتمًا لها تداعيات على مستوى الداخل اللبناني ومستوى المحيط الإقليمي ومستوى المجتمع الدولي فيما كل السياسيين يتهربون من إنقاذ الدولة ومؤسساتها الشرعية المدنية والعسكرية . إننا بما أوتينا من جهود سنواصل إنتشال لبنان من هذه المعمعة القذرة ، وسنواصل إظهار الحقيقة ، وسنقف بالمرصاد بوجه كل من يدّعي أنه المنقذ وهو عمليًا فاشل ، وظهر فشله تباعًا من خلال الخيارات التي إتخذها والمقصود حصريًا القادة المسيحيين الزمنيين والروحيين لأنهم أخطأوا في خياراتهم ورموا الشعب والوطن في أتون النار . إننا نعتقد أنها اللحظة المؤاتية لإنضاج تسوية تعيد الأمور إلى نصابها ،وهل يُعقل السكوت أو التاقلم مع واقع شاذ في البلاد والتغاضي عن أمور يُمارسها عمدًا من تخلّى عن قيمه وهويته ، حقا قد صدق غاندي في ما قاله في ذاك الزمان .
سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ

فرنسا في 6 حزيران 2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى