بقلم: سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ : كونوا رسل سلام وها أنا ارسلكم للتبشير …..
” لا تخف لأني معكَ ، لا تتلفّتْ لأني إلهُكَ ، قد أيّدُتُكَ وأعنْتُكَ وعضدتكّ بيمين برّك” سفر أشعيا فصل 41 الآية 10
أنا جيلبير المجبر على قاعدة المحبة والوفاء أعمل محاولاً تأسيس مستقبل زاهر لربٍ بانيه لأجل البشرية . لقد إستشرفت أفاق الرب وخيراته المُهداة لي ، والتي تُجسِّدْ حب الله للبشر الذين يخافونه ويعملون بوصاياه وذلك من خلال خدمة الآخرين ، لأن وصية الله هي “أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم” . لأنّ من يُفتِّشْ بإستمرار عن كل ما يُسْعِدْ الآخر ويريحه ” يستريح الله فيه ويصبح مشاركًا لله في محبة خلقه ” أليس هو الذي قال ” تعالوا إليّ أيها المتعبون فأنا أريحكم ” .
إنّ حبي لوطني لا يكتمل ولا يتكامل إلاّ بحب الإنسانية جمعاء بجماليتها … وحدود الإنسانية لا تكتمل بنظري إلاّ إذا توّسعت إلى سائر الأوطان لتسود المُثُل العليا والروح الإنسانية المعطاءة بدون منّة ،وروح التآخي بين البشر من أجلِ الإرتقاء بالإنسان إلى ذروة الكمال الإنساني … وذلك أنْ نكون جميعًا إخوة في البشرية وفي الرسائل السماوية جمعاء مهما تعددت الأديان والمذاهب والعقائد وإختلفت حدود الأوطان ،فالعطاء لا حدود له إنه عابر لكل الحدود ولكل الأجواء .
لقد نذرتُ نفسي لنكران ذاتي من أجل محبة خلق الله التي هي على صورته ومثاله ، دعوتي المتواضعة أن أخدم مجتمعي ووطني والإنسانية هذه هي رسالتي من خلال “مؤسسة جيلبير المجبر الإجتماعية ” لأنّ المحبة تفترض التضحية ،وكلما كانت التضحية كبيرة كانتْ المحبة أفعــــلْ . لقد تعلمتُ أنْ أكون أبًا وأخًا لكل إنسان محتاج “كل ما فعلتموه مع هؤلاء فعلتموه معي”، إقتداءً بالمثال الإلهي في المحبة الرب يسوع ورسالته التبشيرية كانت الرحمة العظمى عندما إفتدانا بدمه ،هذا هو دمي يُهرق ….
حاليًا وفي كل مناسبة أسعى جاهدًا وبكل صدق ونبل وإخلاص وبتولية وغيرّية إكمال الرسالة التي وعدت Mr Roberto Foottit ذاك الرجل النبيل الذي صنع منّي رجلاً مسؤولاً في مجتمع يضّج بالمصاعب والويلات ، أن أتابعها بجهد وأيضًا إكرامًا لذكرى أمي وأبي رحمها الله وجعلهما في مساكنه السماوية .
إنّ الأطفال هم دائمًا ضحايا والطفل معرّض بسبب الإهمال أو الفقر وسوء التربية إلى آفات خطيرة ، وخصوصًا إذا نمت فيه باكرًا ومن الصعب أن يقلع عنها في سن متأخرة …. بسبب الجهل . لذا أخذت عهدًا على نفسي الإهتمام بالأطفال الذين لم يتسنَّ لهم دخول المدارس لإصلاح معطوبية السقوط في كيان كل واحد منهم … هذا السقوط ربما قد يجر الولد إلى تدمير ذاته خاصة إنني بحكم سفري المتواصل إلى القارة الأفريقية لاحظت أطفالاً يعيشون على هامش الحياة بلا مدارس … إنّ أوضاعهم أدمتْ قلبي وأبكتني خرقةً فكم هو مؤثر أن ترى أطفالاً يعيشون في مجاهل الجهل الفكري والتربوي ، وقد يمتهنون السرقة لقلة نضوجهم الفكري حقًا إنها مشاهد تُفتِّتْ الأكباد . لذا أنشأتُ المدارس في بلدان عديدة من القارة الأفريقية من خلال مؤسستي في :
Mauritanie – Sénégal – Mali – Cote d ivoire – Maroc – Guine – Cancari – Ghana – Burkana Faso هذه المدارس تحمل إسمي وإسم أمي وأبي ، وكذلك يوجد فرع للمؤسسة في الهند علمًا أنّ لا إشعاع فكري ولا حرية في تلك البلدان إلاّ من خلال العلم والثقافة … المعرفة تحرر الولد من الأهواء المؤذية وتقوّي إرادته من الضلال إلى الخير …. العلم نور وهو يؤدب الجهال ويمنحهم قدرة التفكير والتحليل .
إنّ الأمم الجاهلة تشوّه عقائدها الدينية وتسبغ عليها صبغة التطرف والإنحراف والإرهاب والتخلف وتحطم كل المثاليات مثلما يحدث في بعض البلدان … دعوتي اليوم كمسيحي مؤمن في قلب هذا العالم مؤمن في قلب هذا العالم المليء بالظلامة السوداء العاتية إضائة ولو شمعة صغيرة تشع إنسانية ومحبة وعطاء في درب كل إنسان يضعه الرب في طريقي وهو يعاني من الفقر والحرمان والعوز ، وكل طفل حُرِمَ من نعمة العلم وفعل الخير ، أن أمـــدّ له يدًا صامتةً عملاً بقول السيد المسيح “لا تدع يمينك تعلم ما صنعته يسارك” مفعمة بالحب … هذا ما أحاول أن أفعله دائمًا وبكل تواضع لكل طفل أشعر بمعاناته وذلك إيمانًا مني بأن الولد لديه طاقة جبّارة إذا ما حظيَ بالرعاية والإهتمام والعلم إذ ليس هناك تفاوت بين الشعوب فيما خص المواهب والقدرات الذهنية فالذكاء هبة من الله لم يخص بها شعبًا ويحرم الأخر منها … لكن القدرة على الإبتكار والعمل والإنتاج تظهر ّاذا ما تأدّبت وإنصهرت علمًا ومعرفة .
إنّ الله قد رسم لنا قواعد بسيطة ومختصرة تدلنا على الأعمال الصالحة … إنّ أي فعل مثمر يجب أن يكون للإيمان الحقيقي محبة بالإنسان وإنّ العمل بدافع الإنسانية واجب مقدس …. خاصة إنْ مددت يدك لإنقاذ طفل من الغرق في وحول العالم ومن ظلمة الجهل ، إنها بادرة طيبة يقدرها الله وفي إعتقادي أن كل فرد يمكن أن يكون فاعلاً في الأسرة وفي المجتمع وفي العالم بأسره . وعلى كل إنسان أن يتنازل عن جزء من حريته ومن ماله الذي أنعم الله عليه به لأجل خير المجتمع والإنسانية جمعاء .
إذن إنّ الإنسان لا يستطيع أن ينفصل عن مجتمعه كما أنه لا يستطيع أن ينفصل عن العالم ، وإنّ في صلب إهتماماتي إدخال الفرحة والسعادة إلى قلوب الأطفال في الجمعيات الإنسانية التي تُعنى بهم . لذا أوكلت إلى Diva j و Nawal joie مهمة القيام بعروض إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال ورسم البسمة على وجوههم ، وهذا الأمر يسعدني كثيرًا … لأنه عند إبتسامة طفل بريء يهتز عرش السماء فرحًا والملائكة ترقص طربًا “لأنّ للأطفال ملكوت السماوات ” . لقد قال الرب “الحق الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي الصغار فبي فعلتم ” إن ما أنشده أن يكمل أبنائي رسالتي هذه وبمعية الساهرين على مؤسساتي وصيتي أن أكملوا الرسالة .
رسالتي إلى الأمهات والأباء أولادكم نعمة من السماء أعطاكم إياها الله ، وأعطاكم حق تربيتهم والإعتناء بهم بحسب إرادة الله فأحسنوا التربية وأجيدوها محبة ونورًا …. إنهم براعم صغيرة طرية العود فلا ترموهم في أوحال الشر وأقذار هذا العالم ربوهم على الإيمان والمحبة والقداسة والتعقل … دربوهم على الإصغاء للكلمة الإلهية ، ربوهم على محبة خالقهم ، لأن البيت الذي لا يسكنه الله يدخله إبليس ويستوطنه ولا يخرج منه إلا بعد أن يدمره ويتركه أنقاضًا ….
بالمحبة نقهر الشر الذي يتواجد في هذا العالم نعم المحبة هي الغلبة وسط عالم شرير ولنتشدد جميعًا بنور الإيمان : أباء – أمهات – مُدرسين – مسؤولين ،… ولا نهادن من جهادنا الروحي في سبيل المحبة على الكلمة الإلهية … ليحيا ملكوت الله داخل كل قلب منا وليصبح كل واحد منا إبن النور في هذا العالم الفاسد والمُضلل .
لقد إعتبر القديس يوحنا فم الذهب أن العائلة هي ” كنيسة صغيرة في البيت كما الكنيسة كلها في العالم ” فلنفتح أبواب قلوبنا وبيوتنا ليدخلها الله وقديسيه ويسكنوا فيها لأن الهِداية من الله .
سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ