بقلم: سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ : الموارنة تاريخ كُتِبَ في وطن التعايش لبنان ……
أيّها اللبنانيّون الأصيلون أيُّها الطارئون على الوطن أيُّها المتزلفون ، كل من أراد منكم البحث في نشأة لبنان الكيان السياسي عليه أن يضع نفسه بطريقة مباشرة ضمن الإطار العام لولادة هذا الوطن النموذج بين الأمم ، حيث الواقع التاريخي بكل وثائقه وتاريخه هي العنصر الأساس في قراءة تاريخ هذه ال لبنان العظيم الذي وُلِدَ عملاقًا من الأمة اللبنانية الفينيقية . ومهما أتتنا جحافل من هنا وهناك فلن يكن بإستطاعتها تزوير تاريخ كُتِبَ بحروف النضال الشريف وبدماء الشهداء الأبطال الذين رووا أرض لبنان بأطهر الدماء الذكية … لا تتذاكوا علينا ولا تمنّينوا نحن أحفاد وأبناء هذه الأمة العظيمة ومن إرتضى أنْ يُشاركنا في هذا الوطن فما عليه سوى أنْ ينصاع للقوانين ولا أن يكون مرتهنًا لحلفٍ ما أو لمحور ما ، أو مُدّعي سياسة ، أو إعطاءنا دروسًا في الوطنية … لسنا بحاجة إلى هذا النوع من المُشاركين ، عودوا إلى لبنانيتكم فورًا .
أيُّها اللبنانيون الأصيلون أيُّها الطارئون أيُّها على الوطن أيُّها المتزلفون ، إعلموا أنّ الوقائع التاريخية لا يمكن لأيٍ كان أن يتنّكرها وأن يفرض ذاته الحديثة علينا وأن يختصر تاريخًا مجيدًا بتاريخه المخجل المفعم بالعمالة والتبعية والإرتهان والإنتهازية والغوغائية والكيدية والشخصانية ، كما ليس بإستطاعته أنْ يفرض ذاته على حساب تكوين هذا الوطن العملاق الذي رفض ويرفض كل متزّلف ومطأطأ الرأس وأينما جلس وتحت أي صفة يجلس … كل أفعال من هم اليوم في سدّة المسؤولية من الموارنة وفي أغلبيتهم جبناء أصحاب مصالح شخصية أظهرت السنوات الماضية عجزهم عن حماية المارونية السياسية فبددوا أنبل ثمارها .
أيُّها اللبنانيون الأصيلون أيُّها الطارئون أيُّها المتزلفون ، أثارت الأزمات المتتالية تساؤلات كثيرة حول المارونية السياسية ودورها الذي لعبته طوال هذه الفترة ، ومنهم من لعب دورًا رياديًا في نشر القوانين التي شرّعها وهي حاليًا مصدر كل مُشرّع في الندوة النيابية . وإرث المارونية السياسية لا يمكن التفريط به ، وليس مقبولاً أنْ يأتينا مجموعات مارونية طارئة تدّعي المحافظة على حقوقنا وهي عمليًا وفعليًا السبب في إندحار الدور الماروني في لبنان وفي عالم الإغتراب . ليعلم هؤلاء الطارئون أننا ننحدر من طبقة تُعرف ب Maradaites المتمردين ولهم تاريخهم وأصولهم وأفعالهم ومراكزهم الهامة وما زال العديد منها محفوظ في شكل مخطوطات ، فيا أيُها الطائرون على السياسة اللبنانية كفى لقد تماديتم بما فيه الكفاية فإستتروا وإنضبّوا قبل فوات الأوان وإستعدوا لملاقات قضاء عادل ينظر بأفعالكم النجسة .
أيُّها اللبنانيّون الأصيلون أيُها الطارئون أيُّها المتزلفون ، للمتزلفين من الموارنة إنّ الخطر الذي خلّفه ضعف وتراجع قيم التقدم وعلو الهمم لا ينحصر فقط بالثبات على واقع الحال الذي تعيشه المارونية السياسية ،بل تسيّدت مكوّنات سياسية علينا بفضل إرتهانكم وجبنكم وإنحرافاتكم مهدّت للإنحلال والتفسُّخ وإنتشار اللامبالاة المعطلّة للطاقات المارونية مع ترويج أدوات ووسائل ومواد الخمول والكسل والإحباط ومن بين قيم فسادكم التي إحتلت مساحة قيم التقدم التزلف وهي صفة تتعلق بكم يا ضعفاء النفوس والإرادات والهمم … وتزلفكم الكاذب الذي ينتمي إلى حالات التزلف والنفاق المرضي وكان أخرها سكوتكم المخزي عمّا حصل مع مطران الأراضي المقدّسة وكل ما فعللتموه كان لإرضاء من أمعنوا في إفساد القضاء عبر إطلاق إتهامات كيدية بحق أسقف يرعى أبرشيته عملاً بما ورد في إنجيل يوحنا الفصل 21 ” إرع خرافي ” أما أنتم أيُّها المراؤون فقد صح فيكم ما ورد في الكتاب المقدس إنجيل متى ” ويل لكم أيها الكتبة والفرّيسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبورًا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملؤة عظام أموات وكل نجاسة ” متى الفصل 23 الآية 27 .
أيُّها اللبنانيّون الشرفاء ، غبطة البطريرك السادة المطارنة الموارنة السّادة رجال الدين من غير الطوائف الكرام ، كُتِبَ علينا سويًا النضال وإسترجاع وطن من جلاّديه ومغتصبي الرأي العام والسلطة ، لقد حان وقت إستعادة الوطن من أجل التغيير السياسي وطرد هذه الوجوه الصفراء الذين حوّلوا حضارتنا المارونية والوطنية إلى مأساة ولنقف صفًا واحدًا لبنانيين مسيحيين ومسلمين من أجل لبنان الظيم . فهلمّوا ولّبوا النداء
سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 23 تمّوز 2022