أخبار إجتماعية

جورج قرداحي: جهاد أيوب شخصية مميزة أكبرُ من لقب ولا أعتقد أن امثاله كُثُر في عالمنا العربي

بداية اسمحوا لي، أن أتوجه بالشكر الكبير لجمعية ” هلا صور الثقافية الاجتماعية” لدعوتي إلى هذه المناسبة العزيزة على قلبي جداً، لآن الصديق المكرم هو انسان عزيز جداً على قلبي..

بهذه الدعوة، جمعية هلا صور كرَّمتني وأسعدتني..
أسعدتني، أولاً لأنها دعتني إلى صور، وهذه المدينة، تسكن قلبي منذ عصور وعصور..
وثانياً. لأني كنتُ تواقاً لأقابل في صور وجوهاً طيبة، ومشرقة، ونقية، أشتاق إليها دائماً، وأسعدُ بلقائها، مثل أفضالكم..
وثالثاً، لأنها اعطتني موعداً لتكريم شخصية مميزة تربطني بها وشائحُ المحبة والتقدير والاحترام، وتجمعُني بها قِيمٌ ومبادئُ، أخلاقية ومهنية وإنسانية ووطنية..
جهاد أيوب..( ولا يحتاجُ لأي لقب لأنه أكبرُ منها كلِّها) عرفتهُ قبل ربع قرنٍ تقريباً، فنشأت بيننا صداقة جميلة، وصادقة وعابرة للمكان والزمان..
كنت أتابعُ كتاباتهِ على الدوام، ولفتتني دقته في النقد، وأفكارُه الجديدة، والصريحة والواضحة.
وتميز، جهاد أيوب..// تميز في الكتابة النقدية، ولا أعتقد أن امثاله، كُثُر في عالمنا العربي.
فأختار في نقده، أن يكون صادقاً قبل كل شيء..
واختار أن يكون منصفاً، لا يتجنىَّ على أحد، ولا يُبالغ في مدح أحد غيرِ جديرٍ بالمدح..
واختار أن يُجرِّد نفسَه من أي مصلحة، وألاَّ يتأثرَّ بأي ضغطٍ، أو إغراء ، ولم يرضَ قط أن يكتبَ بغير قناعته وتقييمه الفني للعمل.. واختار أن يكون ناقداً محترماً، تجاه نفسه وتجاه قرائهِ أو سامعيه، في وقتٍ يُمكنُ للنقد أن يكون فيه باباً للابتزاز أو التنفع أو تسويق المنتج حتى لو لم يكن هذا المنتَجُ يستحق الدعم والتشجيع..
رفض جهاد أيوب أن يكون من هذا الصنفِ من النقاد، وهو صنف رائج وموجود في الشرق وفي الغرب.
ولم يكن هذا غريباً على إبن بلدةِ الدوير، الواعدة الكريمة. هناك تربَّى على الأخلاق والقيم الدينية والإنسانية والوطنية الرفيعة والناصعة..
جهاد أيوب ..لم يكن ناقداً وحسب. فله كتابات أدبية، وفكرية وشعرية وسياسية، وخواطر جميلة، سكب فيها من شفافية روحه، والتزامهِ الأخلاقي، ومن طينته الفائضة التي تُنَميِّها أرضُ الجنوبِ الحبيبة ..
جهاد أيوب، قدم لتلفزيون لبنان أجمل البرامج، فكان صديق العمالقة مثل صباح ووديع الصافي، وملحم بركات، والرحابنة وروميو لحود، وزكي ناصيف، وغيرهم وغيرهم.. وبادر إلى تكريمهم في التلفزيون الوطني بحلقاتٍ وثائقية، وأنا أعلمُ كم ضحَّى من وقتهِ وجهدهِ وتعبهِ، وكم ناضَلَ، وأحياناً على حساب صحتهِ، ليُقدَّم للبنانيين عملاً يليقُ بهؤلاء الكبار..
يقال: لكل أمرئ من اسمه نصيب.. وجهاد…هو جهاد…منذ الطفولةِ وهو يجاهد، في المهنة، وفي الحياة وفي الوطن..
إنه مقاوم..قناعاتُه واضحة، وثابتة، ولا يُساوم، ولا في الكتابة ولا في العمل، ولا في الوطنية، ولا في الكرامة.
جهاد أيوب، اختار أن يقف دائماً مع الحق، وهو من الذين يعتبرون أن نصرةَ الحق شرف، وأن نصرةَ الباطل سَرَف، والحياةُ في وجدان جهاد أيوب وقفة عز…وإلا فلا معنى لها..
أخي جهاد.. نحن تكرَّمنا بك اليوم.. حفِظَك الله ورعاك، وأملُنا معاً، أن نرى في حياتنا ذلك الوطن الذي نتوقع اليه، وطن القيم والعدالة والكرامةِ، والشموخ…والمحبة..
وشكراً..

جورج قرداحي
في مدينة صور بتاريخ 9 _ 11 _ 2022

*كلمة الوزير والإعلامي جورج قرداحي في حفل تكريم جهاد أيوب في مركز باسل الأسد – صور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى