المجلس النسائي اللبناني كرم الراحلة ليندا مطر في يوم المرأة
– أقام “المجلس النسائي اللبناني”، لمناسبة يوم المرأة العالمي، احتفالا تأبينيا تكريما للمناضلة الراحلة ليندا مطر الرئيسة السابقة للمجلس، في حضور عائلة الفقيدة ومشاركة نخبة من المجتمع المدني ومن اعضاء الهيئة الادارية والعامة للمجلس، وشخصيات قانونية فاعلة على المستوى الاقليمي والمحلي، واعلاميين واعلاميات صديقات للمجلس، في مقر المجلس في بيروت – الصنائع.
افتتحت وقدمت الندوة أمينة سر المجلس كريمة شبو، وقالت:” نجتمع هنا اليوم في يوم المرأة العالمي من أجل المناضلة ليندا مطر، والتي لا يسعنا سرد كل ما التي ترأست المجلس النسائي منذ عام 1996 – 2000، والتي لن يسعنا تعداد كل ما قدمته، ليندا التي كانت عضوة في قيادة “الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي” و منسقة المركز الإقليمي العربي لهذا الاتحاد، والتي ناضلت خلال أكثر من سبعين عاما من أجل حقوق المرأة وشاركت في العديد من المؤتمرات العربية والإقليمية كمؤتمرات الامم المتحدة في المكسيك، كوبنهاغن، نيوروبي، وبكين، وانتخبت عضوة في مكتب «المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وحازت على أكثر من تكريم من جمعيات مدنية عدة، منها الحركة الثقافية في انطلياس والمجلس النسائي اللبناني، منحها الرئيس الهراوي وسام الأرز الوطني سنة 1998، كما منحها الرئيس اللبناني ميشال سليمان وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، واختارتها المجلة الفرنسية «ماري كلير في العام 1995 لتكون من بين مائة سيدة حركن العالم، لقبت برائدة العمل النسائي للعام 2002″.
عناية عز الدين
وألقت رئيسة لجنة المرأة والطفل النائبة عناية عز الدين، فتوجهت ب”التقدير والشكر للمجلس النسائي لاختيار هذا اليوم مناسبة لتكريم المناضلة الكبيرة ليندا مطر التي تختصر من خلال مسيرتها نضال المرأة في لبنان”، وقالت:” ليندا مطر تركت الكثير من الذكريات والمحطات والتجارب.ومن الكلمات التي اسمعها كثيرا ان ليندا مطر نموذج للمناضلة النسوية الجدية الواعية والمضحية والمرشدة والملهمة والمدركة للمعادلات التي يجب ان تنطلق منها النساء في بلداننا، ظهرت هذه الميزات في عملها في كل المواقع التي عملت من خلالها في لجنة حقوق المرأة والمجلس النسائي اللبناني وغيرها من المنتديات العالمية والإقليمية”.
كيوان
بعدها تحدثت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان، التي تحدثت عن نضال الراحلة وعن تميزها، وقالت:”كانت ليندا تتميز بثلاث صفات، ثلاث مزايا لنجدها دائما مجتمعة في شخص واحد، الصدق والشجاعة والمثابرة. فليندا كانت صادقة في التزامها في القضايا الإجتماعية أولا والقضايا الوطنية ثانيا، وبشكل سحري أنيق كانت تدمج قضايا المرأة. كان ادماجها لقضايا المرأة قدوة للآخرين ، استفاق المجتمع الدولي فتحدث عن ادماج قضايا المرأة في قضايا التنمية المستدامة. وهذا الادماج كان موجودا في أجندة ليندا منذ نشأت على النضال”.
بشور
وكانت كلمة للمفكر معن بشور (أحد مؤسسي دار الندوة)،، قال فيها:”ليندا مطر لم تكن مجرد ثائرة نسائية في لبنان والوطن العربي والعالم فحسب، ولم تكن مناضلة لم تغب يوما عن ساحات النضال، بل كانت أيضا مدرسة تلتقي فيها كل من حمل جملة أفكار ومبادئ وثوابت أبرزها ان الحق لا يتجزأ سواء كان حقا نسائيا أو اجتماعيا أو وطنيا أو قوميا أو انسانيا، وان النضال من اجل الإصلاح والتغيير في بلادنا لا ينفصل أبدا عن النضال من أجل الاستقلال والتحرر، واللبناني الحق هو المنتصر للحق الفلسطيني وللحق في كل مكان لأن لبنان ليس مجرد وطن عزيز لأبنائه بل هو منارة مشعة للحقوق، كما كانت بيروت يوما عاصمة لأول كلية حقوق في العالم”.
دوغان
وتحدثت المحامية إقبال مراد دوغان (رئيسة المجلس النسائي السابقة ورئيسة لجنة الأسرة في نقابة المحامين – بيروت)، بحيث ” عبرت عن اسلوب الراحلة مطر الراقي في التعامل مع الآخرين الذي منحها حب الناس لها فبادلتهم الحب، وأكدت أن الراحلة لم تعرف الإحباط في حياتها لإيمانها بالقضية التي تحملها وأن الشيء الأساس في الحياة هوالتواصل مع الإخرين والعمل المشترك المدعم بالمحبة والتسامح”.
أضافت :”إن غياب السيدة ليندا مطر خسارة وطنية وعربية وعالمية لما تركته من نضالات ومواقف وأفكار من أجل تأمين حقوق المرأة كلها، ومن أجل مصلحة الوطن”.
نويري
وتحدثت رئيسة رابطة “الجمعيات النسائية الخيرية الإسلامية لأحياء بيروت” السيدة نجوى نويري رمضان، عن المسيرة الطويلة التي رافقت فيها السيدة ليندا وخاصة المشاركة في المؤتمر العالمي في أواخر القرن العشرين الذي انعقد في بكين والذي أقر المساواة بين الجنسين في جميع المواقع وشكل حدثا نوعيا ودافعا الى المزيد من الإهتمام بهذا الموضوع”.
أضافت :”إن السيدة ليندا سطرت بمداد العطاء والتضحية صفحات اعتز فيها تاريخ الوطن، تجاوزت حدود الطائفية والمذهبية لتغرس في تربة الوطن العربي جذور الهوية والإنتماء، وكانت من المناضلات اللواتي اقتحمن جدار الظلم والإجحاف والتركيز على استضعاف المرأة”.
سبليني
وتحدثت رئسة المجلس النسائي اللبناني السيدة عدلا سبليني زين، وركزت على معاني المناسبة، وقالت:” نلتقي اليوم في يوم المرأة العالمي حول ذكرى الفقيدة الغالية، أيقونة العمل النسائي اللبناني والعربي والدولي، التي ناضلت حتى الرمق الأخير في كل المنتديات والمؤتمرات والمظاهرات من بيروت حتى بكين. كانت قائدة بكل المواصفات، أسست مدرسة في النضال تخرجت منها قيادات نسوية يعتمد عليها في متابعة المسيرة بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وفي المقدمة منها حقوق المرأة”.
كلمة العائلة
وكانت كلمة عائلة الفقيدة التي ألقاها حفيدها جاد رافي بنجاريان، وهو الحفيد الأقرب الى قلبها وعقلها والمتأثر بها ورفيقها الدائم، بحيث تقدم باسمه واسم عائلته في لبنان والمهجر بالشكر للمجلس النسائي اللبناني وللحضور الكريم. وعبر في كلمته ” في اليوم الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي أتوجه بتحية لكل إمرأة، لكل جمعية من الجمعيات التي تعنى بحقوق المرأة.
وتحدث عن مسيرة نضال جدته المتلخص بتجاعيد يديها، لكل تجعيدة قصة، جمعهم بقصة كانت هي موضوع فيلم تخرجه خلال دراسته للاخراج والتصوير، صور كل تفاصيل تجاعيدها، ابتساماتها، وجهها، عيناها الصغيرتان المليئتان بحب الحياة، وسرق منها اسم كتابها ليجعل منه فيلما عنوانه “محطات من سيرة عائلتي”.
وختم :” تيتا” ليندا هي ارث كبير لعائلتنا. واعلم الحضور بانه بصدد رصد وتجميع كل اللقاءات والمقابلات التي كانت قد أجرتها جدته بهدف اخراج فيلم وثائقي تكريما لعطاءاتها وليكون محطة ثقافية لكل التحركات النسوية”.
ومن ثم قدمت سبليني زين درعا تقديرية باسم المجلس يثني ويؤرخ تاريخ نضال الراحلة ليندا مطر، وسلمته لعائلة الفقيدة الحاضرة.
في ختام اللقاء، توجهت مديرة الندوة شبو الى الحضور بالشكر والتقدير، معربة عن انه في يوم المرأة سيكون “التأكيد والأصرار على النضال والاستمرارية في كل يوم حتى تحقيق العدالة والانصاف للجميع. وخاصة اننا كلنا أمل بنهضة المجلس واستتباع مسيرته بوجود رئيسته عدلا سبليني زين والتي منذ انطلاقتها وهي في حالة نشاط دائم من اجل ذلك”.