ضمير لبنان مبدع القانون ورجل دولة وحاضن الحق والحرية ، العميد ريمون إده .
زعيمٌ وطني ما تزال أفعاله وروحه تحيي أحاديث الكِبار في مجالسنا العامة وفي بلاد جبيل،وتنتصب هذه الأحاديث حية في ذكرى زعيم قلّ وجوده صادق بعيد الرؤية شغوف في القانون.منظومته السياسية إبّان الحرب اللبنانية تنشر رسالة مُدويّة عن بُعدِ نظره ورؤيته الصائبة التي عاشها ويعيشها لبنان . العميد ريمون إده يُقاسمنا اليوم وجع غياب الزعامة الصادقة والخلوقة،ويشمئز عندما نذكر من هما في سدّة المسؤولية يتلوّنان ويتبدّلان ويتراخان ويتنازلان عن الحق .
العميد ريمون إده كبير جادت بها السماء على لبنان عامةً وقضاء جبيل خاصةً لا بل على العالم بأسره…أكتبُ عنه اليوم وفي قلبي حسرة على وطن تمزّقه الأهـــواء وقضاء تتناتشه المصالح الخاصة والوجوه الصفراء والوعود المعسولة والأحلام التي تُشبه الكوابيس. العميد ريمون إده له شهادة الحق في القضية اللبنانية يوم إختار المنفى وهو يُدافع عن القضية الكبرى مقترحًا حلاً لها لم يرضِ زعامات أرادت الحرب والسلوك الميليشيوي والعرب والجميع،وليس بإمكاننا إستثناء أي من هؤلاء ولا من فروعهم… العميد بالنسبة إلى اللبنانيين سيظل مثار إعتزاز وهتفة مجده ووقفة فخاره…
من حق اللبنانيين وأهالي قضاء جبيل وعلى كل من عاش وعاصر الجمهورية اللبنانية وعرف رجاله البُناة وإحتفظ بذكرى واحد من أعظم رجالات الدولة التي ويا للأسف لم تصل إليها الأقلام والباحثون ذاك العميد ضمير لبنان الذي أنتج فكرًا سياسيًا عملاقًا لا ينضب تحُكُمْ الدولة اليوم ببعض ما جاء من قوانين منها : قانون السرية المصرفية،قانون الإثراء غير المشروع،طرح مشروع عصري وحديث للقانون الإنتخابي،طرح مشروع إعفاء المزارعين من الضرائب…
العميد الحاضر أبدًا وللتاريخ مع إندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975،تعرّض العميد ريمون إده لسبع محاولات إغتيال وكاد يُقتل في ثلاث منها وكان أخرها في مهرجان بلاد جبيل عندما أقدمت إحدى الميليشيات على التعرّض لأنصاره أمام مركز الكتلة الوطنية وأطلقوا النار عشوائيًا بإتجاه المناصرين.في العام 1976 قام العميد بزيارة للرئيس المصري قرر على أثرها أن ينفي نفسه إلى فرنسا لمواصلة عمله السياسي من هناك،وفي أسباب ذلك أنّ السادات أطلع العميد على لائحة بأسماء شخصيات سياسية ودينية مقرّر تصيفتها وفي مقدمها إسمه وإسم الزعيم الراحل كمال جنبلاط.فأبى أن يكون ضحية الإغتيالات والمخططات الدولية والإقليمية ورفض أن يسكت صوته المعارض والمُدوّي لأنه شعر أن دوره في الدفاع عن لبنان لم ينته بعد فقرر النفي على العيش تحت راية الذل والإستسلام والإرتهان وهي صفات تُلازم كل من تعاطى العمل السياسي في لبنان وتنطبق على من هما نائبي بلاد جبيل اليوم.لن أبالغ ولن أكشف سِرًا وبإسمي وبإسم كل العقلاء أسأل نائبي بلاد جبيل :هل أنتما راضيان عن أدائكما في البرلمان الذي أغناه العميد ريمون إده بالقوانين؟وهل أنتما راضيان عن أداء الحكومات التي تتمثلون بها في السلطة التنفيذية؟ الجواب على كلا السؤالين هو برسم الناخبين وسيكون حتمًا لا،فلا الوعود صدقتم بها ولا ما تفعلونه في آخر أيام ولايتكم سيُجدي نفعًا .
لقد إقتنع اللبنانيّون عامة والجبليّون خاصةً بأنّ الذي كان لهم زعيمًا بطلاً صادقًا صدوقًا وقد كان لهم الكثير من النعم ضاع وإندثر اليوم وحلّ الكذب والرياء والتسلّط،دمار قضاء بأسره وشعب بأكمله مُشرّد تجويع بطالة ضياع سيادة وسلطة فاقدة لأبسط قواعد الديمقراطية،فإنعدمت الطمأنينة في لبنان وفي القضاء وعـــزّ وجود الغيارى عليه ونامت العقول النيّرة والمبدعة فإقتحم الوطن والقضاء جياع النفوس ومرضى الضمائر وثعالب هذا الزمان فشاركوا الدولة في خزانتها وإقتسموا مواردها وأقاموا السماسرة على كل باب من أبوابها وقد هدروا الملايين من الأموال وهناك نائبان عاجزان عن المحاسبة والمؤسف أنهما ينتميان إلى لب سلطة تشريعية من دون ممارسة أي رقابة على هؤلاء السّاسة أو على علم بالهدر أو السرقة. وجودهما من عدم وجودهما لا يُقدم ولا يؤخر .
أخجل من سرد هذه الوقائع أوخجل عندما أستمع إلى تصاريح هذا أو ذاك فكلها معجونة بالكذب والوعود،أخجل من واقع قضائنا اليوم ولما كان له من خير وبحبوحة وأمن أيام ولاية العميد ضمير لبنان.إنني بالذكريات أعود إلى قضاء لم تبق منه إلاّ الدثائر وأمسح الغبار عن الأكفان لأفي بطل هذا القضاء الأمانة التي تُلزمنا بنشر مآثره العظيمة ليس تخليدًا لذكراه بل لأفتح عيون الجبليين على ما كان لهم أمس وما أضاعــــــــــــــــــــــــوه اليوم …
أيها الناخبون الجبيليّون لن تتمكن كل هذه الصور السود التي تلازم قضائنا مع نائبينا المحترمين من أن تمحوا من مخيلتنا صورة العميد ضمير لبنان والأدوار الكبيرة التي قام بها طوال مرحلة نضالاته السياسية سواء أكان في لبنان أو في المنفى وقد أكسبه هذا الفيض من الإعجاب في شتى المحافل …
أيّها الناخبون الجبيليّون لن يقوى الإثنان من أن يقتلعا من نفوسكم الصورة الحيّة للعميد ريمون إده (ضمير لبنان) وقد كان للسياسة عمالقة في ذاك الزمن وكان هو المدماك الرئيسي،ذلك أنّ هذين النائبين تجاهلا أن ليس بإمكانهم إغفال تاريخ عظيم من العطاء الفكري وإنّ تقاسم خيرات هذا الزعيم وهم غير الورثة حصصًا متفوتة فيما بينهم . وكأنهما يعيشان في عصرٍ حجري ضاعت فيه آخر بقية من بقايا الحضارات والقيم التي تُجمِّلْ بها هذا الوطن والقضاء، فإمتنع على كل واحد منا العيش الكريم وبعض من حرية جريحة لم يعرف فصلا من فصولها المتخلفان في مجاهل أرض القضاء والوطن .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ