: “الشيخ وأتباعه المهتاجون و”مايوه” السيدة ببحر صيدا
من الذي نصّب شيخاً على رقاب الناس وحريتهم؟
على أثر تناقل بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبراً، عن إقدام رجل دين وأتباعه على الاعتداء على حرية سيدة وزوجها، على شاطىء مدينة صيدا، وطردهما منه بسبب إرتداء السيدة لباس البحر”المايوه”، وما تسبب به هذا الاعتداء من أذى جسدي ونفسي بالغ لهما، تمكنت “المدن” من معرفة هوية رجل الدين المذكور. وهو الشيخ عبد الكريم علو من “أهل الدعوة” وإمام مسجد الفرقان في الهلالية- صيدا.
كما تمكنا من التواصل مع السيدة التي وقعت معها الحادثة، وهي السيدة ميساء حانوني يعفوري (ناشطة في الحقلين الثقافي والاجتماعي) وعقيلة السيد سامر يعفوري الذي كان برفقتها، حيث روت لنا ما حصل فقالت: كنت وزوجي سامر نرتاد شاطئ المسبح الشعبي في صيدا في عطلة نهاية الأسبوع (الأحد 14 أيار)، ففوجئنا بشيخ يقترب نحونا برفقة شخصين آخرين ويطلب منا المغادرة، معرفاً بنفسه انه “الشيخ عبد الكريم علوه” وكان برفقته شيخ آخر وشخص ثالث “بودي غارد”، وأنهم متواجدون هنا لـ”الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”!
وأضافت: أعطانا مهلة عشر دقائق لمغادرة الشاطئ وبلهجة فيها تهديد.. وقال لي “مين ما بدك تحكي إحكي.. آخر همي”، وقال لزوجي “بدك تتشكى عليي للبلدية؟ هيك عم تتقلل من احترامي! نحنا ما منخاف من حدا بدك تبعت الدولة ابعت!”.
وتابعت حانوني تقول: بعد انقضاء المهلة، كانوا ذهبوا ثلاثة فعادوا أكثر من 15 شخصاً، تحلقوا حولنا وراحوا يقذفوننا بالكرات وبعبوات الماءه المملوءة رملاً، ثم راحوا “يشوطون” الرمال بأقدامهم في وجوهنا. وحاول أحدهم سحب حقيبتي وأغراضي ليجبرني على المغادرة”.
وقالت: لم يخل الأمر من توجيه كلام نابٍ لي ولزوجي، فخاطبني الشيخ بالقول “كيف شالحة على الشاطئ؟”، قلت له “أنا حرة بشلح أو بلبلس هيدي حريتي”.. فرد قائلاً “وأنا حر.. بشلحلك؟”. ثم توجه إلى زوجي بالقول: “لا يجوز أن تتركها هكذا. كيف تقبل؟”. فأجابه: هذه زوجتي شو إلك معنا!”.
وأضافت: إلى أن تدخل أحد الشباب الذي كان متواجداً على الشاطئ مخاطباً إياهم بأن ما يقومون به ليس من القانون ولا من الدين ولا من المنطق في شيء. فردوا عليه بأن هذا “مش قانون.. هذا عرف.. وروحو على مناطقكم!”.
وقالت حانوني: “أنا أتردد على شاطئ صيدا بشكل دائم منذ خمس سنوات، وبغض النظر عن البحر والمكان الذي أرتاده هنا أو في أي مكان آخر، لكن هذه حريتي وهذه مدينتي وهذا بيتي، ولا يحق لأحد أن يأتي ويقول لي “فلّي من هون. صيدا مش إلك. روحي على صور أو الرميلة”! فمن الذي نصّبه على رقاب وحرية الناس وجعله يستقوي عليهم؟!”
إلى ذلك، أسفت حانوني “لأنها المرّة الأولى التي يحصل معها هكذا بعد 5 سنوات من ارتيادها الشاطئ”، معتبرة أن هناك جهة ما تقف وراء المعتدين أقوى من فاعليات صيدا ونوابها”.
كما شددت على أنه لا يحق لأحد أن يمنعها من ممارسة حريتها، قائلة “هذه مدينتي وهذا بيتي. الدستور يكفل الحرية الشخصية، وبالتالي لا يحق لأحد أن يُنصّب نفسه على رقاب وحرية الناس وأن يُقرر ما هو الصح وما هو الخطأ”.
وفي حين شكرت ميساء كل من تضامن معها ومع زوجها، إلا أنها اعتبرت أن كل ما ناضلت من أجله في صيدا يبدو أنه ذهب سداً. وقالت “في وقت تشهد الدول المحيطة بنا تطوراً سريعاً على الصعد كافة، يصر البعض في لبنان على ممارسة سياسة القمع والتعصّب”. المصدر المدن