سياسة

6000 نازح توزعوا على 20 مركز ايواء في صيدا…غنى في الموارد البشرية التطوعية يقابله نقص كبير في الموارد الأساسية والمستلزمات

وطنية – صيدا – قدمت عاصمة الجنوب وبوابته صيدا في اليومين الماضيين ومنذ ان نفذت إسرائيل اجتياحها الجوي غير المسبوق في الجنوب موقعة خلال يوم واحد اكثر من خمسمئة شهيد وأكثر من الف جريح قدمت نموذجا متقدما في الانسانية ومد يد العون واحتضان الاهالي الذين وفدوا في ظروف مأسوية إليها فهرع اهل المدينة  لاحتضانهم بشتى السبل والوسائل وفتحت صيدا  قلبها وبيوتها ومدارسها لهم ونشطت المبادرات الفردية في بلسمة جراح الاهالي والتخفيف عنهم قدر المستطاع،  فشهدت الشوارع والطرق حملات لتوزيع الطعام وعبوات المياه على الوافدين، فيما تحولت بلدية صيدا ومن خلفها محافظة الجنوب إلى خلية نحل لا تهدأ لمواكبة توزيع النازحين على مراكز الايواء التي وصلت إلى نحو عشرين مركزا ( مدارس رسمية وفروع الجامعة اللبنانية ) بعد ان وصلت الاعداد  إلى نحو ستة الاف نازح وكان الهم الأكبر ألا يبيت أحد في الشارع .

وكان لافتا تضافر جهود العنصر البشري التطوعي في صيدا وهو ليس بالأمر الغريب  على اهل المدينة يقابله نقص في المواد والمستلزمات الأساسية لتحقيق ادنى شروط الرعاية الاجتماعية والصحية للنازحين في المراكز التي تدأب الجهات المعنية من وزارة الشؤون الاجتماعية والمحافظة والبلدية وغيرهم من المعنيين على تأمينها، من خلال التواصل مع الجهات المانحة والجمعيات والمنظمات الدولية، لان النقص في هذه المستلزمات  سيؤدي إلى أزمة إنسانية مضافة إلى أزمة النزوح في حال طالت هذه المرحلة الصعبة .

حجازي

يقول مدير خلية المخاطر وإدارة الكوارث والأزمات عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي : “كما تعودنا في هذه المدينة ان تكون حاضنة رغم كل الظروف الصعبة التي نمر فيها رغم قلة الإمكانات الموجودة رغم ضعف الإمكانات ، اطلقنا غرفة عمليات وافتتحنا في البداية اربع مراكز ايواء واستقبلنا ما يقارب الألفي نازح اما  حاليا  فأصبح لدينا 20 مركز ايواء ونحو ستة  الاف نازح ، لا شك اننا نعاني نقصا كبيرا في  الإمدادات و الفرش تحديدا لدينا 1600 فرشة بينما نحن بحاجة لأكثر من سبعة آلاف”.

تابع :” نعمل اليوم مع وزارة الشؤون الاجتماعية والوزير ناصر ياسين المكلف بإدارة هذا الملف وغرفة  العمليات المركزية بإدارة  المحافظ في المحافظة وننسق موضوع الإغاثة وكل  المتطلبات. طلبنا  أمورًا عدة منها المواد الإغاثية والطعام والجمعيات المحلية الإغاثية في مدينة صيدًا لا شك انها تلعب دورًا كبيرًا في هذا الاطار. هناك ايضا تواصل مع الهيئات والجمعيات الدولية والجمعيات تساعدنا في موضوع الفرش وغيرها ونحن موعودون في أقرب وقت ان يبدأوا بالوصول بكميات تلبي الحاجة”.

أضاف: “في موضوع العناية الطبية نعمل عليها ايضا مع المؤسسات، ومتابعة لكل ذلك عقدنا اجتماعًا في البلدية بين مديري المدارس التي فتحناها وبين الجمعيات المكلفة متابعة هذا الموضوع داخل المدارس. عرضنا الإمكانات والصعوبات واستمعنا منهم إلى المشاكل التي يعانونها من فقدان المواد الأساسية والحاجات التي تتعلق بموضوع الأطفال والنساء والعجز، موضوع الكهرباء و المياه الذي نتعاون فيه مع اكثر من جمعية. لا شك هناك صعوبات كبيرة لكن نحاول جهدنا اليوم في هذا الاطار واشكر دعم كل الجهات وفاعليات صيدا النائبان  اسامة سعد والنائب وعبد الرحمن البزري الذي واكبنا طوال الليل ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور هكتور حجار الذي زارنا واستمع الى متطلباتنا واطلع على حاجاتنا ووعد بالمتابعة “ .

حمتو

واعتبر رئيس تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا والجوار ماجد حمتو ان “صيدا دائما تكون  نموذجا يحتذى وقت الأزمات فهناك الكثير من العوامل البشرية ولكننا نفتقر الى الموارد الرئيسية للأسف المراكز التي تم فتحها  فيها عدد من المتطوعين والموارد البشرية لمساعدة اهلنا النازحين ولكن في الوقت نفسه تفتقر لابسط الامور وابسط الموارد من فرش ومواد تنظيف وادوية للأمراض المزمنة ومستلزمات النساء والأطفال وهناك ايضا حالات خاصة هؤلاء بحاجة ايضا إلى رعاية خاصة وهناك نقص كبير والجميع يعرف ان ليس للوزارات ومؤسسات الدولة مقومات وهي تعاني ايضا وهناك مبادرات فردية من اهل الخير في صيدا ومن مؤسساتها الاهلية ومجتمعها المدني ولكن هذا الامر يبقى غير كافٍ وبحاجة لدعم اكبر خصوصا إذا ما تطور الوضع وتزايدت الأعداد”.

عسى الا تطول الحرب ويعود النازحون الى ديارهم . حمى الله لبنان وشعبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى