النائب جبران باسيل كل ما في جعبته من افكار وقناعات لينسف اخر الجسور مع فريق الثامن من اذار في توقيت ملتبس. فكيف تعلق اوساط وازنة في 8 اذار على حديثه الأخير؟
يكن توصيف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لاتفاق التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بالاتفاق المشؤوم سوى اشارة الانطلاق لغريمه وخصمه اللدود باسيل ليزايد على الحكيم في اغرب خطاب يقدمه رئيس التيار البرتقالي منذ العام 2006.
بكلام حاسم ترد اوساط 8 اذار على حليفها “السابق” باسيل وتسأل “اذا كان يريد المداورة وان ليس هناك وزارة مخصصة لطائفة، فلماذا لا تكون المداورة في الرئاسات الثلاث طالما ان لا نص دستورياً في الكتب يقول بتوزيع الرئاسات على الموارنة والشيعة والسنة، وليأخذ باسيل رئاسة البرلمان ويأخذ الشيعة رئاسة الحكومة والسنة رئاسة الجمهورية، وبالتالي تصبح المداورة من اعلى الهرم مروراً بمراكز الفئة الاولى من حاكم مصرف لبنان الى قائد الجيش ورئيس المجلس الدستوري وصولاً الى الامن العام والامن الداخلي وامن الدولة مروراً بمجلس الشورى ومجلس القضاء الاعلى وغيرها من المراكز التي باتت حكراً على طوائف ومذاهب من دون أي سند دستوري”.
اما عن المثالثة ورفض التوقيع الشيعي الثالث فتقول تلك الاوساط ” هل يظن باسيل انه لا يزال في العام 1943 عندما تقاسم الموارنة والسنة السلطة وابعدوا مكوناً اساسياً عن الحكم لعقود، وهل يعتقد ان الموازين على الارض لم تتغير بعد وكأن لا اتفاق طائف قد وقع ولا انتقاضة 6 شباط 1984 قد حصلت ولا انتصار على العدوين الاسرائيلي والتكفيري قد دونه اللبنانيون وجيشهم بأحرف من دم في سجل التواريخ المشرفة للبنان”.
وفي سياق التعليق تستحضر تلك الاوساط الانتظار 8 أشهر لتوزير باسيل في حكومة ميقاتي، وكيف يعترض حاليا على استهلاك 12 يوماً من دون تأليف حكومة وكأن الرئيس تمام سلام لم يستهلك 11 شهراً والرئيس سعد الحريري 8 اشهر”.
الانتقادات للحليف السابق لا تتوقف عند هذا الحد وان كانت 8 اذار تذكره كيف وقفت الى جانبه في احلك الظروف ظالماً كان ام مظلوماً وانها تجاوزت اساءاته لرئيس البرلمان نبيه بري وكذلك اسقاطه لمرشح “حزب الله” في جبيل الشيخ حسين زعيتر.
بيد ان الاخطر في كلام رئيس “التيار الوطني” يكمن في مسألتين الاولى تتعلق بترسيم الحدود البرية واستعجاله فصل تثبيت ترسيم الحدود البحرية عن البرية، وكأنه بذلك يحقق رغبة اميركية دفينة رفضها بري ولا يزال، والثانية تتعلق بزيارة رئيس المكتب السياسي لـ”حركة حماس” اسماعيل هنية الى لبنان. وتوضح ان الاخير زار لبنان للمشاركة في اجتماع الامناء العامين للفصائل الفلسطينية وليس بدعوة من 8 اذار او المقاومة، وبالتالي لم يكن انفعاله ضد الزيارة مبرراً علماً ان هنية اعلن ان سلاح المخيمات هو للدفاع عن اهاليها ولا سيما اننا في رحاب الذكرى الـ38 لمجزرتي صبرا وشاتيلا الرهيبتين.
وتختم تلك الاوساط مستهجنة محاولة باسيل وغيره عزل فريق لبناني وهو الفريق الشيعي الوازن وان التلميح او القبول بذلك غير مبرر، وكيف يمكن الحديث او القبول بذلك والاستقواء بالخارج في الوقت الذي رفض الثنائي الشيعي أي عزل لأي فريق سياسي لبناني ومن دون الالتفات الى درجة الخصومة معه ودائما كانت ولا تزال 8 اذار تؤكد عدم جواز عزل أي فريق وتذكر بالتجربة الفاشلة للحركة الوطنية اللبنانية بعزل حزب الكتائب خلال الحرب.
وفي المحصلة تعتبر تلك الاوساط ان باسيل يهدم وعن عمد او غير قصد اخر جسور العبور الى الرئاسة .