الناخبون الأعــــــــــــــــــــزاء في كل الدوائر الإنتخابي ……
الناخبون الأعــــــــــــــــــــزاء في كل الدوائر الإنتخابية
الناخبون الأعـــــــــــــزاء ،أتوّجه إليكم من أرض الغربة وقلبي وفكري ونضالي معكم،في مرحلة جد خطرة تلّف المنطقة ولبنان. الدولة باتت مرحليًا في خبر كان وإستهدافها حتمي على أيدي من توّلوا السلطة وجيّروها للغريب عمدًا،دولة تُقاسمها السلطة ومراكز القرار دويلة مذهبية مُسلّحة تسيطر على كافة أجهزة الجمهورية المدنية والعسكرية وعيبٌ على من يتنكّر لهذا الأمر المفضوح وعلى عينك يا تــــــــــــــــاجر (تاجر الأوطان – تاجر الدم – تاجر المصالح – تاجر المؤسسات…).إنّ الجمهورية لا تحتمل من يُقوِّضُ مرجعيتها ولا تتحمّل من يُجيِّرُها لخارج. إنّ الخطر آتٍ لا محالة وهناك خلل بالتوازنات القائمة لا بل يضرب الميثاقية ويُهدِّدْ صيغة العيش المشترك وإلاّ فليفسِّروا لنا أسباب الهجرة القائمة والتي أضرّت بالوضع الديمغرافي،وليعطونا تبريرًا واحدًا عن السكوت عن قضيتي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين،وعملية بيع الأراضي في كل لبنان وخصوصًا في الأقضية المسيحية .
الناخبون الأعـــــــــــــزاء،هل أنتم راضون عن أداء نوّاب الأمة الذين أتوا بموجب قانون أخذ بعين الإعتبار مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة وطنكم ومؤسساته ومصلحتكم؟ هل أنتم راضون عن الحالات السياسية – الأمنية – الإقتصادية – المالية الإجتماعية وما عداها التي وصلتم إليها والتي باتت عبئًا على كل واحدٍ منّا؟ هل أنتم راضون عن مستقبل الجمهورية المحتلّة برمزيتها والمصادرة فعليًا لصالح ميليشيا تدّعي محاربة العدو؟ هل أنتم راضون عن أداء القيادات الروحية وبمختلف طوائفها أم ترونها عاجزة عن حسم الأمور ؟ هل أنتم راضون عن مرّشحين والبعض منهم أشباه رجال ؟ هل أنتم راضون عن أداء أحزابكم القائمة والتي إنغمّستْ أيديها بدماء الأبرياء؟هل أنتم راضون عمّن يُحاول التقرير عنكم سواء أكان على مستوى الداخل أو إقليمي أو دولي؟ هل أنتم راضون عن كل شيء ؟
الناخبون الأعــــــــــــــــزاء، يُساورني الشك ويعتريني القلق والهواجس عمّا ستؤول إليه الأوضاع في حال حصلت الإنتخابات وأفرزت مجلسًا صورة طبق الأصل عن الحالي، تيّقظوا إنّ صورة طبق الأصل في القانون تُعتبّر وفق الفقه القانوني هي مستند رسمي صادر عمّن يحفظ الأصل قائم بحد ذاته ولا يحتاج إلى مطابقة مع الأصل لاحقًا للتحقيق من صحته،لذلك أيُّها الناخبون إنْ كان خياركم هو نسخة طبق الأصل عمّا كانت عليه النتيجة السابقة فلا يلوّمنّ أحدٌ منكم أي إمرءٍ لأنّ المسؤولية تقع على عاتقكم أنتم ووفق علم السياسة إنّ الإنتخابات هي المدخل السليم لأي إصلاح فبالله عليكم تيّقنّوا وتيّقظوا ولا تتهرّبوا من المسؤولية.وإنْ كنتم غير مهتّمين لإجراء الإنتخابات وتُساوركم الشكوك طالبوا الأمم المتحدة بالتدخل أولا لتأجيلها وثانيًا لدرس وإقرار قانون يتيح لكم التعبير عن أرأئكم بحرية وثالثًا طالبوا الأمم المتحدة بالإشراف عليها بكافة مضامينها من حيث دراسة القانون وإقراره وإجراء الإنتخابات وفرزها وإعلان النتائج،وهكذا يكون خياركم السليم.
الناخبون الأعـــــــــــــــزاء،ألا تتحسّسون الإحباط في الداخل اللبناني وعالم الإنتشار؟ ألا تُلاحظون الغضب على وجوه الشرفاء من بينكم ؟وسعيهم الدائم وراء هجرة قسرية بحثًا عن فرصة عمل لائقة لتأمين المستلزمات الحياتية المحرومين منها لبنانيًا؟ ألا تُلاحظون أنّ أركان السلطة يحرمونكم كل المتطلبات الحيايتة ؟إنّ القانون الدولي يعتبر أنّ الدول الأطراف(لبنان دولة عضو في الأمم المتحدة)،في العهد الدولي ترى أنّ الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم ومن حقوق متساوية وثابتة يشكل وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في أن يكون بشرًا أحرارًا ومتمتعين بكل الحقوق المدنية والحرية المدنية والسياسية والإجتماعية ومتحررين من الخوف والفاقة والعوز . إزاء ما يندرج في العهد الدولي لحقوق الإنسان يظهر أنكم شعب مُهمل من قبل الطبقة السياسية الحاكمة وهي طبقة مقصرّة في القيام بمهامها . ولأجل إستعادة ثقتكم بالدولة نوصيكم بإحكام الضمير الوطني ومحاسبة من كانوا السبب في معاناتكم،وإلتزام النصوص القانونية والتشدُد في تطبيقها حرفيًا .الناخبون الأعـــــــــــــزاء، لبنان اليوم مسلوب الإرادة والقرار وجمهوريتكم معطّلة ومشلولة ومغتصبة من قبل أحزاب السلطة الصُوَريّة وهي فعليًا دولة فاشلة بكل ما للكلمة من معنى…إنّ المسؤولية الوطنيّة تحتِّمْ علينا جميعًا التنّبُه واليقظة والوعي حتى نستطيع الولوج إلى جمهورية ديمقراطية تخرج من الإنهزام والتبعية والقلق والإحتلال والإغتصاب السياسي وذلك من خلال إما المشاركة في الإنتخابات بضمير وذهن واعيين أو بالمطالبة بتأجيلها كي لا نقع في المحظور والله يشهد أني بلّغتُكُمْ.
الدكتور جيلبير المجبِّرْ