بالرغم من أن مسلسل ٢٠٢٠ لم يدخل من كل الجوانب إلى حقيقة الواقع اللبناني ولكنه نجح بتقديم المنطق على العاطفة في نهايته، فلبنان لم يدُخل المرأة اللبنانية في تجربة المهام الأمنية الخطيرة بعد على غرار دخول النقيب ” سما” تلك التجربة في ملف ٢٠٢٠ فالواقع العائلي اللبناني والعقلية الأمنية السائدة لم يسمحوا بعد بتلك التجارب ولن يسمحوا بعد ما تعرضت له “حياة” أو النقيب “سما” من عنف وخطر قاتل ولن يكون في كل مهمة داخل العصابات “صافي الديب” الطيّب والإنساني والرومانسي….
مسلسل ٢٠٢٠ يتميّز بالفكرة والسيناريو والإخراج والكاستينغ ولم تبخل عليه الشركة التي انتجته “سيدرز آرت” _الصباح اخوان بكل ما يلزم لانجاحه ونجح وكانت نهايته الدرامية الاليمة الحقيقة الأكثر واقعية في المسلسل فالقانون والخارج عن القانون ولو جمعتهم قصة حب صادقة ونظيفة فمن غير المسموح أو المقبول ان يلتقوا في النهاية، كما لا يجوز للقانون ان يسمح للخارج عن القانون ان يفلت من قبضة العدالة فاتت النهاية مميزة إذ اعترفت النقيب “سما” بحبها ل “صافي الديب” دون أن تتجرد من وطنيتها أو تضعف أمام قضيتها أو تسمح لخارج عن القانون بالافلات دون محاسبة رغم حبها له والحت عليه ليسلّم نفسه مع الوعد بمساعدته ،ولكن “صافي الديب” ومن خلال إطلاق النار على نفسه أثبت حبه للنقيب “سما” ولم يُفشل مهمتها كما أنه ابى ان يسلّم نفسه بكبرياء بطل انساني فرضت عليه الظروف ان يخرج عن القانون… كما أن النهاية مهدت لجزءٍ ثانٍ إذ لم يرى المشاهد جثة “صافي الديب” على الأرض ولم يتفحصها العميد في شعبة المعلومات ولم يتحلق من حولها القوة الضاربة، وما شاهدناه فقط النقيب “سما” تسير بشموخ ونظر تائه وفي يدها الحزام الناسف والى جانبها العميد ينظر إليها نظرات ريبة محتارة ومن حولها القوة الضاربة وهم لا يحملون جثة ” صافي الديب” فهل يجوز أن تبقى جثة تاجر مخدرات خطير ومطلوب من الأجهزة الأمنية على الأرض دون سحبها من أجل الكشف عليها والحصول على تقرير الطبيب الشرعي لإثبات حالة الوفاة واسبابها واقفال ملف ٢٠٢٠…؟