الأبيض رعى مؤتمر “إرادة”: دورنا لا يقتصر على إدارة الأزمة بل الإفادة منها لتطوير نظامنا الصحي⁸
– نظم اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير “إرادة”، قبل ظهر اليوم في فندق “فينيسيا”، مؤتمره الأول للصحة العامة بعنوان “قطاع الصحة العامة في لبنان: مشاكل وحلول”، برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض، النائب الدكتور غسان سكاف، النائب السابق عمار حوري، وعدد من الشخصيات الطبية والجامعية وأركان القطاع الصحي والطبي والنقابي من مختلف الاختصاصات.
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني، فكلمة لرئيس الجمعية المهندس عبدالسميع الشريف تحدث فيها عن الأسباب التي دفعت الى هذا المؤتمر “الذي يتناول ما يجري في القطاع الصحي كأحد أكثر القطاعات تأثرا سيما مع هجرة الأطباء والممرضين وتدني مستوى الرعاية الصحية. معبرا عن أسفه لخسارة لبنان ” خاصيته التاريخية”، متمنيا ان ينتهي المؤتمر الى “توصيات عملية لوضعها موضع التنفيذ لنعيد للبنان دوره الريادي الصحي.
وثائقي تعريفي
وكان وثائقي تعريفي بجمعية “إرادة” منذ تأسيسها والبرامج التي نظمتها لترجمة الأهداف التي شكلت من اجلها.
كلمة الافتتاح كانت للدكتور عبدالسلام حاسبيني الذي رحب براعي المؤتمر والمشاركين فيه من اركان القطاع الطبي والصحي، معبرا عن سروره بما “جناه تعبه وعذابه لجمعهم سويا”. وقال: “عذابكم راحة، أما عذاب الشعب اللبناني فهو عذاب طويل يعاني فيه الأمرين نتيجة غياب الدولة المسؤولة عن مواطنيها وغياب العناية الصحية”.
وعدد المشاكل التي دفعت الى تنظيم المؤتمر “منها هجرة الممرضات والممرضين والكوادر الطبية والأطباء”، معتبرا انها “هجرة شرعية ومشروعة بسبب ما نعيشه اليوم من أزمات”.
وكانت كلمة الابيض الذي تحدث بالتفصيل عن الاستراتيجية الوطنية للصحة وما تتضمنه من محاور تركز على تحديد الاولويات والتكيف مع الواقع الجديد الذي يشهده لبنان، بما يؤمن الخدمات الصحية على قاعدة الحوكمة والتمويل، الرعاية الصحية الاولية، المحافظة على الكوادر الصحية، الاستعداد للطوارئ والرقمنة. موضحا ان هناك العديد مما تتضمنه هذه الإستراتيجية قد بوشر بتنفيذه وهي ليست حبرا على ورق. وقال: “دورنا ليس إدارة الازمة، انما علينا الاستفادة منها وتحويلها فرصة لاصلاح النظام ووضع اللبنة الاولى لتطويره”.
وتناول موضوع الدولرة، مؤكدا ان “هذا الموضوع صعب لاسباب عدة اهمها ان مدخول جزء كبير من اللبنانيين غير مدولر وهذا يعني ان هذا الجزء لن يتمكن من الحصول على الخدمات الصحية. وكأننا نخلق واحة صحية في صحراء من الفقر وهو امر مرفوض لأنه يزيد من التوتر الاجتماعي”.
وتناول مشاريع الوزارة “الهادفة الى منع انهيار القطاع الصحي اسوة بانهيار عدة قطاعات حيوية في لبنان”. مشيرا الى “زيارة سيقوم بها قريبا الى واشنطن سعيا الى قروض من صندوق النقد والبنك الدولي لدعم خططنا المدرجة في اطار الاستراتيجية الوطنية”.
وختم: “لا نزال في بداية الحلول نظرا للاوضاع الصعبة التي تسبب بها الانهيار المالي على قطاعي الاستشفاء والدواء. ولكننا مصممون على المواجهة بإرادة اللبنانيين الذين اثبتوا نجاحهم على مستويات مختلفة”.
بعدها كانت كلمة نقيب الاطباء في بيروت البروفسور يوسف بخاش، الذي تناول بالتفصيل حجم هجرة الأطباء “وخصوصا من الجيل الجديد الذين سرعان ما يندمجون مع المجتمعات التي انتقلوا اليها”. وتحدث عن الأسباب، فردها الى المداخيل المتضائلة للأطباء واستمرار التعرض لأمن وكرامة الاطباء، متمنيا على الاجهزة الامنية والقضائية تشديد العقوبات على كل من تسول له نفسه الاعتداء على اي من افراد الجسم الطبي. وشدد على “القدرة على الترميم بالعمل معا في هذه المرحلة الدقيقة وانتشال القطاع الصحي قبل حصول الإنهيار التام وهو امر لم يعد خيارا بل انه تعهد وعلينا الايفاء به”.
وتحدث نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون عن “وضع المستشفيات ومعاناتها إن من الجهة المالية أو من ناحية النقص الحاصل في الجسم التمريضي والاختصاصات المساعدة التي اصابتها الهجرة، وبالنسبة الى ما نتج عن عدم تسديد مستحقات المستشفيات عن سنة 2021 بالكامل بالإضافة إلى المستحقات لسنين ماضية”. ونبه إلى “الخطر الداهم وهو يتجلى بهجرة الجيل الجديد من الأطباء والإختصاصات الطبية المساعدة”.
وتحدثت نقيبة التمريض الدكتورة ريما ساسين قازان التي شرحت الظروف التي أدت الى “هجرة الجسم التمريضي وردت أبرز أسبابه الى المردود المادي واستحالة الصمود في ظل الظروف الراهنة”. ولفتت الى “معاناة الممرضات والممرضين بسبب عدد ساعات العمل اليومية في ظروف صعبة وضاغطة تؤثر بشكل مباشر على درجة العطاء وسنين العمل”.
وبعد استراحة قصيرة، تحدث رئيس اتحاد شركات التأمين أسعد ميرزا عن مشاكل التأمين، القديمة منها والجديدة والمتجددة. وشرح تأثيرات الانهيار الإقتصادي على قطاع التأمين. وانعكاسات ذلك على علاقة هذه الشركات مع المستشفيات ومع وزارتي الصحة والإقتصاد.
ثم كانت كلمة كلية الصحة العامة في الجامعة الاميركية التي القاها الدكتور فادي الجردلي تحدث فيها عن الجهود المبذولة في الجامعة من أجل مواكبة الانهيار بهدف إيقافه والحد من مفاعيله المالية والاقتصادية على القطاع الصحي.
أخيرا كانت كلمة عضو لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور فادي علامة الذي لفت الى أن “الامن الصحي هدف لكل الدول في سبيل الاستقرار والامن الاجتماعي ومنح المواطن ابسط حقوقه.
وقال: “اللجنة تدرك التحديات التي يواجهها القطاع الصحي من النواحي المختلفة وخصوصا القانونية والتنظيمية. لذلك عملنا على وضع واصدار العديد من القوانين التي يحتاجها القطاع ومنها التي تسمح للحكومة بإبرام الاتفاقات مع الدول والمنظمات المتخصصة وتعزيز الحماية القانونية للاطباء والعاملين في القطاع، إنشاء الوكالة الوطنية للدواء، إنشاء نقابة للمعالجين الفيزيائيين ومزاولة مهنة التمريض ودعم الصناعة الوطنية للدواء” .
وشدد على “أهمية بعض الخطوات المطلوبة ومنها: تعميم مراكز الرعاية الصحية وترشيد إنفاق الدواء ودعم المستشفيات الحكومية”.
مناقشات عامة
وبعد مسلسل الكلمات عقدت جلسة حوارية، تخللتها عملية تبادل للاسئلة والأجوبة بين الحاضرين والمشاركين في المؤتمر مع المؤتمرين قبل ان تشكل لجنة لاصدار التوصيات النهائية التي سيصار الى الإعلان عنها في وقت لاحق.