وداعاً إيلي شويري “فنان الوطنية” المتفرد في عصر الإستهلاك
فقد لبنان، يوم أمس (الأربعاء)، الملحن والمطرب الكبير إيلي شويري، عن عمر 84 عاماً، بعد مسيرة أثرى خلالها الساحة الفنية على مدى ستة عقود بباقة من الأغاني الوطنية والأعمال المسرحية الغنائية.
والفنان الراحل “غائب” عن الساحة الفنية وعن مجتمعه بحكم إصابته منذ سنوات بمرض فقدان الذاكرة (ألزهايمر)، حيث لم يعد يتذكّر هويته وتاريخه الفني ولا احداً من اصدقائه وزملائه.
ومنذ بداياته الفنية ترجم شويري عشقه لبلده بالأناشيد التي صارت على كل لسان إبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، ومنها (بكتب اسمك يا بلادي) التي ألفها ولحنها عام 1973 وغناها أول مرة المطرب اللبناني جوزف عازار، ومن ثم ترددت على لسان العديد من الفنانين العرب ومنهم الممثل السوري القدير دريد لحام.
ولد إيلي شويري في بيروت عام 1939 وتزوج عام 1966 من عايدة أبي عاد، التي رزق منها بثلاث بنات هن نيكول، وكارول، وسيلينا.
ومن أبرز أغنياته (صف العسكر) و(يا أهل الأرض) بصوته وأغنية (تعلا وتتعمر يا دار) التي غنتها الراحلة صباح. وشارك مع الأخوين رحباني في أكثر من 25 عملاً، حيث أسندا إليه دور “فضلو” في مسرحية (بياع الخواتم) عام 1964، وفي الفيلم السينمائي الذي أخرجه يوسف شاهين في العام التالي.
وشارك في معظم المسرحيات التي قدمها الرحبانية وعرضت على أدراج مهرجانات بعلبك الدولية من (دواليب الهوا) مع صباح إلى مسرحيات فيروز ومنها (أيام فخر الدين) و(هالة والملك) و(الشخص) و(ناطورة المفاتيح) و(صح النوم) وصولا إلى (ميس الريم). كما وقف إلى جانب صباح على المسرح في عرض (ست الكل)، وكتب أشهر أغاني وديع الصافي مثل (زرعنا تلالك يا بلادي) و(بلدي) و(أنت وأنا يا ليل) و(من يوم من يومين) و(يا بحر يا دوار).
تغنت ماجدة الرومي من ألحانه (سقط القناع) و(مين النا غيرك) و(ما زال العمر حرامي)، وتنافست كل من صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية (أيام اللولو) التي أثارت في حينها نزاعاً وتنافساً على أدائها إلى أن صدرت بأصوات ثلاثة فنانين.
منحه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 2017 تقديراً لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية. وقد تسلم الراحل الوسام عندما كان في بداية اصابته بألزهايمر. وقال شويري حينها إن “وسام الأرز اليوم هو عيد لكل الأغاني التي غنيتها”.