لبنان يستعد للحرب.. الأبيض: القطاع الصحّي جاهز للأسوأ
يمضي لبنان في الاستعدادات لحرب واسعة بين إسرائيل و”حزب الله”. يصعب التنبّؤ بطبيعة سيناريو حرب 2024 الكبيرة، في حال حصولها. قد لا يجوز تشبيهها نظرياً بحرب تموز لتبدّل طبيعة قدرات الحزب الصاروخية التي أعلن عنها مراراً والتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، ولا بحرب غزة نظراً للظروف الموضوعية والطبيعية التي تحكم لبنان.
تبقى محاكاة الأسوأ سبيلاً من ضمن الإمكانيات المستطاعة، وهنا يبرز استنفار القطاع الصحي والاستشفائي تحضيراً لأيّ تقطع لأوصال البلاد، وللتعامل مع الإصابات والضحايا.
التقينا أمس وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض الذي يعقد اجتماعات متتالية في الآونة الأخيرة مع ممثلين من النقابات والمستشفيات والقطاعات الإسعافية والجهات المانحة من ضمن تحضيرات خطط الطوارئ.
وقد تسلّم شحنة مساعدات طارئة من “منظمة الصحة العالمية” للبنان بزنة 32 طناً من المستلزمات الطبية والأدوية المخصصة لمعالجة إصابات الحرب، على أن تليها شحنات أخرى مرتقبة.
يكرّر وزير الصحة الموقف الرافض للحرب والداعي لوقف إطلاق النار، مؤكداً مرونة وجهوزية القطاع الصحي للأسوأ. أما الرسالة-الصرخة فتتعلق بوضع النازحين الذين قد يكونون عرضة لآثار الحرب، وحتى الساعة لم تجب مفوّضية اللاجئين عن دورها والتزاماتها حيالهم.
يحكي الأبيض عن صمود القطاع الاستشفائي الخارج من أزمات متلاحقة، من الانهيار الاقتصادي وجائحة كورونا وانفجار المرفأ وهجرة الكوادر البشرية، مشدداً على اليقين بأن استثمار لبنان في هذا القطاع على مدى عقود أنتج قدرة على التعامل مع أصعب الظروف، مستعيداً إخلاء مستشفيات في 4 آب وغيرها من المحطات.
لكن هل تحاكي هذه الجهوزية سيناريو حرب تموز أم غزة؟ يجيب: “نجهز لأسوأ السيناريوهات، ووضعنا مختلف عن غزة حيث من المتوقع أن يجد الغذاء والمستلزمات الأخرى طريقها. فغزة قطاع صغير يحيط به الكيان الاسرائيلي من الجهات كافة بخلاف وضع لبنان الجغرافي”.
وهل يحتمل القطاع الصحي المنهك منذ 2019، وقوع حرب كبيرة؟ يبدي أبيض إعجابه بالقدرة على المرونة والاستجابة لنداء الواجب، مستعيداً أن “الاعتداء في الضاحية أصاب أيضاً مستشفى بهمن، ورغم الأضرار استقبل ما يزيد عن 60 جريحاً، علماً بأن 3 مستشفيات حكومية في الجنوب في دائرة المواجهة، وسقط شهيد من العاملين في مستشفى ميس الجبل”.
ويتحدث عن جزء من الخطط “التي عملنا عليها فقمنا بتدريبات على إخلاء المستشفيات. لدينا 150 مستشفى قمنا بعمليات محاكاة وتدريبات فيها لسقوط الجرحى والإخلاءات، على سبيل المثال لمرضى غسل الكلى وكيفية تحويلهم الى مستشفيات في مناطق آمنة”.
يؤكد ثابتة وجود مخزون كافٍ من الاحتياجات الطبية لأربعة أشهر في حال عدم التمكن من الاستيراد.
أما شحنة منظمة الصحة العالمية، فهي “شحنة من شحنات. وقد وزعت “الصحة” ما يقرب من مئة طن مستلزمات على المستشفيات ونقدّر التجاوب من شركائنا الدوليين. ومن المهم أن نطلق صرخة في ما يتعلق بالنازحين حيث التغطية المطلوبة التي تقع على عاتق مفوضية اللاجئين لا تزال دون المطلوب ولا وضوح حول واجباتها. وهنا لا يمكن أن تقع المسؤولية على لبنان وحده، وعلى الأمم المتحدة القيام بواجباتها في ما خص النازحين الذين يمثلون ثلث سكان لبنان إذا طالتهم الاعتداءات، علماً أننا نحاول العمل مع الجهات المعنية على ربطهم بمراكز الرعاية الأولية وتعزيز مفهوم العيادات النقالة”.
ولا شك في أن مرضى السرطان الذين يعانون من انقطاع الأدوية مراراً، هم في دائرة المخاوف في حال اندلاع حرب، وهنا يرى الأبيض أنه بعد المناقصة الأخيرة التي أجرتها الوزارة، “بات الاعتماد على مدى عام، وهناك كمية كبيرة إما وصلت أو في طريقها. وفي الفترة الأخيرة تمكنّا من تلبية عدد كبير من المرضى مقارنة بالفترة السابقة، ومع وصول الأدوية المرتقب سيكون وضعهم أفضل”.
المصدر : النهار