إلى التعليم الحضوري درّ
كنب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل حيّز التنفيذ، وعلى الرغم من الخروقات والدمار الهائل الذي خلّفته الحرب، عاد بعض أبناء الجنوب إلى قراهم وبلداتهم. وعلى أثر ذلك، خلت المدارس الرسمية، التي تحوّلت إلى مراكز إيواء، لتعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
هذه العودة السريعة أتاحت الفرصة أمام المسؤولين للبحث في استئناف العام الدراسي الجديد حضوريّاً، بعد اعتماد نظام التعليم عن بُعد (أونلاين) لتعويض ما فات الطلاب من حصص دراسية، حيث لم تكن أجواء الحرب ولا طريقة التعليم ملائمة لاستيعابها، كما كانت الحال في الأعوام السابقة.
وسارع مديرو المدارس الرسمية إلى إجراء كشف على المباني والصفوف، وأعدّوا تقارير مفصّلة حول ما تحتاجه من صيانة وما ينقصها من تجهيزات، قبل أن تعقد الشبكة المدرسية في صيدا والجوار اجتماعاً تشاوريّاً في دارة مجدليون بدعوة من رئيسة مؤسسة الحريري، النائبة السابقة بهية الحريري.
وبعد التشاور بشأن تحديد موعد العودة، تقرر استئناف الدراسة حضوريّاً في المدارس الخاصة ابتداءً من 2 كانون الأول، وفي المدارس الرسمية ابتداءً من الإثنين 9 كانون الأول، وفق الدوام الذي حددته الوزارة (أربعة أيام في الأسبوع). وحتى ذلك الحين، سيستمر التعليم فيها عن بُعد بالتوازي مع استكمال عملية تسجيل الطلاب.
وتقرّر إعداد ملف كامل يتضمن احتياجات المدارس الرسمية من الصيانة والتجهيز والكادر التعليمي، ليُرفع إلى وزارة التربية وتتم متابعته من قبل الحريري، التي أجرت اتصالاً هاتفيّاً بالمدير العام للوزارة عماد الأشقر.
وأوضحت الحريري أنّ “الهدف من الاجتماع هو التشاور قُبيل العودة الحضورية إلى التعليم، وضمان أن تتزامن العودة بين المدارس الخاصة والرسمية، لا سيّما أن الأخيرة كانت استُخدمت كمراكز نزوح، وتحتاج إلى بعض الوقت لترتيب أوضاعها لتتمكن من الانتظام باعتماد التعليم الحضوري”.
وقالت: “نريد الاستماع إلى تقييمكم لأوضاع مدارسكم، سواء على الصعيد البنيوي أو التجهيزي وحاجتها إلى الصيانة، وكذلك على صعيد الكادر التعليمي، لنرى كيف يمكن أن نساعد في هذا الخصوص، سواء بشكل مباشر أو بالتنسيق والمتابعة مع الوزارة، التي لديها خطتها للتعليم الرسمي. ونأمل في انطلاقة قريبة وطبيعية للتعليم الحضوري، لأن هدفنا الأساسي، كشبكة مدرسية، هو تحقيق العدالة التربوية بين القطاعين الرسمي والخاص”.
وعرضت ممثلة الشبكة المدرسية لمنطقة صور، ميرا مارون، ما لحق بالمؤسسات التعليمية في المنطقة من دمار وأضرار وخراب جرّاء العدوان الإسرائيلي، وتأثيراته الكارثية المباشرة وغير المباشرة على الطلّاب والأهل والأساتذة وإدارات المدارس. واقترحت الحريري الدعوة إلى اجتماع خاص بشبكة صور المدرسية يُخصّص للبحث في أوضاع مدارسها، مع تحديد موعده وبرنامجه.
كما تناول البحث انعكاسات الحرب على الأسرة التربوية، من مديرين ومعلّمين وطلاب وأهالٍ، على الصعد الإنسانية والاجتماعية والنفسية. وتمّت مناقشة سبل تنظيم ورش للدعم النفسي، خاصة للطلاب والأساتذة في القطاعين الرسمي والخاص.