سياسة

مرشح القوات “الحقيقي” لرئاسة الجمهورية

ليبانون ديبايت – محمد المدني

صحيح أن حزب القوات اللبنانية منفتح على الجميع للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وصحيح أيضًا أن القوات اللبنانية تتعاطى بجدية مطلقة فيما يتعلق بمواصفات الرئيس وبعدم الوقوع في فخ مماثل لفخ “اتفاق معراب”، لكن هناك ضبابية تخيم على أجواء معراب فيما يتعلق بهوية الرئيس.

خرج “الحكيم” بتصريحات شكلت نوعًا من المفاجأة في الوسط السياسي عندما أعلن استعداده لإعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية. المفاجأة تكمن في أن جعجع لم يكن بهذا الوارد على الإطلاق، لعلمه باستحالة وصوله، رغم أنه يحق له كونه رئيس أكبر كتلة مسيحية في لبنان ، لكن عند الغوص في مواقف القواتيين، يظهر أن مرشحهم “الحقيقي” للرئاسة هو سمير جعجع، لا قائد الجيش العماد جوزف عون ولا غيره. حتى أن بعض النواب المستقلين المتحالفين مع القوات اللبنانية في المعارضة لمسوا هذا الأمر أيضًا وصرحوا به.

شعور القواتيين، وفي طليعتهم جعجع، ينبع من التطورات البارزة التي طرأت على المنطقة ولبنان. فحزب الله، الأقوى داخليًا، فقد الكثير من نقاط قوته وعددًا كبيرًا من قيادييه، أبرزهم الأمين العام السيد حسن نصرالله، وهو اليوم يصارع في إطار زمني أصبح أقل من 60 يومًا. أما سوريا، فشهدت سقوطًا مدويًا لنظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما اعتبره جعجع انتصارًا خاصًا له ولحزبه. ومع اقتراب تسلّم الرئيس دونالد ترامب قيادة الولايات المتحدة الأميركية، قد تطرأ أحداث أخرى تقلب الموازين في الشرق الأوسط رأسًا على عقب.

لذلك، قد يقوم جعجع باستغلال آخر الفرص لتحقيق حلمه الكبير بالوصول إلى سدة الرئاسة. وقد يستند إلى حصول تطورات جديدة على الساحة اللبنانية، في ظل الحديث عن نية المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بالاتجاه نحو تطبيق القرار 1559 الذي ينص على نزع السلاح من جميع الأطراف اللبنانية وغير اللبنانية.

مع ذلك، من المبالغة الاعتقاد بأن جعجع يمكن أن يصبح رئيسًا، وقد يكون هو يعلم ذلك في قرارة نفسه، حتى لو راودت الفكرة ذهنه. فجعجع يدرك أن واقع لبنان مختلف عما حصل في سوريا؛ أولًا لأن حزب الله لم ينتهِ كما حصل بنظام الأسد، وثانيًا لأن لبنان بحكم تنوع مكوناته عصيّ على فرض إرادة أحادية عليه. أضف إلى ذلك أن جعجع يواجه صعوبة كبيرة في تكوين أكثرية حول اسمه.

لذلك، تبقى خطوة جعجع محفوفة بالمخاطر، لأن قطار التسوية انطلق بزخم كبير، وقد يصل إلى نهايته في جلسة 9 كانون الثاني. وقد يخسر جعجع رهانه إذا أخطأ في حساباته وفاته القطار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى