صحة ورياضة

الخلطة السرية للميتفورمين.. دراسة جديدة تُظهر كيف يعمل «الدواء العجيب»

الميتفورمين، المعروف باسم “الدواء العجيب”، يُستخدم على نطاق واسع لعلاج مرض السكري من النوع الثاني منذ أكثر من 60 عاما، ويتميز بفعاليته في خفض مستويات السكر في الدم.

 

إلى جانب ذلك، أظهرت دراسات سابقة قدرته على إبطاء نمو السرطان، وتحسين نتائج الإصابة بـ”كوفيد-19″، وتقليل الالتهابات، ولكن، حتى الآن، ظل العلماء غير قادرين على فهم الآلية الدقيقة التي يعمل بها الدواء.

 

وفي دراسة جديدة أجرتها كلية الطب بجامعة نورث وسترن ونُشرت في مجلة “ساينس أدفانسيس”، قدّم الباحثون دليلا مباشرا في الفئران على أن الميتفورمين يقلل من إمدادات الطاقة للخلايا عن طريق التأثير على الميتوكوندريا، وهو ما يسهم في خفض مستويات الجلوكوز في الدم

آلية التأثير

وأوضحت الدراسة أن الميتفورمين يعطل جزءا محددا من آلية إنتاج الطاقة داخل الخلايا يُعرف باسم “المجمع الأول في الميتوكوندريا” (mitochondrial complex I)، ومن خلال هذا التعطيل، يستهدف الدواء الخلايا التي قد تسهم في تقدم المرض، دون أن يُلحق ضررا كبيرا بالخلايا السليمة.

 

ويقول الدكتور نافديب شاندل، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ الطب وعلم الوراثة الحيوية والجزيئية”: “هذه الدراسة تقدم فهما أعمق لآلية عمل الميتفورمين، لقد ساعدتنا التجارب على كشف كيف يخفض الميتفورمين مستويات السكر عن طريق التأثير على الميتوكوندريا داخل الخلايا”.

دراسة تعتمد على نهج مبتكر

 

لإثبات دور المجمع الأول في الميتوكوندريا، قامت الباحثة كولين ريتشيك، المؤلفة الأولى للدراسة، بتطوير فئران معدلة وراثيا تنتج إنزيما خميريا يُشبه المجمع الأول ولكنه مقاوم لتأثير الميتفورمين.

 

وعند مقارنة مستويات الجلوكوز في الدم بين الفئران المعدلة وراثيا وغير المعدلة، تبين أن الميتفورمين خفض مستويات الجلوكوز في الفئران الطبيعية، أما في الفئران المعدلة وراثيا، فقد تم تخفيف تأثير الميتفورمين على خفض الجلوكوز، مما يؤكد دور المجمع الأول في آلية عمل الدواء.

آفاق واسعة لتأثيرات الميتفورمين

 

إضافة إلى خفض مستويات الجلوكوز، تشير الدراسات السابقة التي أجراها فريق شاندل إلى أن الميتفورمين يمتلك تأثيرات مضادة للسرطان ويقلل من الالتهابات الناتجة عن التلوث، وهو ما يرجح أنه مرتبط بتثبيط المجمع الأول في الميتوكوندريا.

 

وأكد شاندل أن “تأثيرات الميتفورمين المتنوعة، مثل خفض السكر، تقليل الالتهاب، وآثاره المحتملة ضد السرطان، قد تُفسر جزئيا من خلال تثبيط المجمع الأول في الميتوكوندريا، و نأمل أن تسهم أبحاث مستقبلية في تأكيد هذا المفهوم وتوسيع استخدام الميتفورمين لتحسين الصحة البشرية”.

 

والميتفورمين، الذي اشتُق في الأصل من مركبات نبات الليلك الفرنسي، يُستخدم اليوم كخط دفاع أول لمعظم مرضى السكري من النوع الثاني في جميع أنحاء العالم، و في الولايات المتحدة، يتم تناوله أحيانًا بجانب أدوية حديثة مثل أوزمبيك ومونجارو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى