هل توسّع إسرائيل جبهات القتال وتشنّ حرباً على لبنان؟ ….
كتبت رندلى جبور:
في دردشة مع صديق في خضمّ الاحداث الجارية في فلسطين، قال إن هناك مئة سبب وسبب للعدو الإسرائيلي لكي يوسّع جبهات القتال ويشنّ حرباً أوسع من فلسطين ويطاول في حربه لبنان. وعدّد أبرز الأسباب كالتالي:
أولاً: إن إسرائيل ممتعضة من المتغيرات التي تحصل في المنطقة لأنها تصبّ في غير صالحها. هي منزعجة من الاحتمال الكبير لعودة الاتفاق النووي الايراني الاميركي إلى الحياة، ومن الاحتمال الكبير لعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وبالتالي هي ترغب في خربطة هذا المسار الذي قد لا تخربطه إلا الحرب.
ثانياً: إن بنيامين نتنياهو المأزوم في الداخل، قد تناسبه الحرب لإعادة شدّ العصب وتحوير الانظار عن خسارة شعبيته وتهم الفساد وسوء التصرف التي تلاحقه.
ثالثاً: إن إسرائيل تحتاج إلى انتصار ما، في زمن خسارة محور التطبيع.
لا شكّ في أن هذه الأسباب موضوعية وقائمة وجدّية، ولكن في المقابل، للعدو الإسرائيلي ألف سبب وسبب لعدم اللجوء إلى توسيع الجبهات وفتح نار الحرب على لبنان وأبرزها:
أولاً: إذا كانت إسرائيل متفاجئة من القوة الصاروخية التي بات يمتلكها الفلسطينيون، ومن وصول هذه الصواريخ إلى عمق تل أبيب مع فشل واضح لدور القبة الحديدية في الحماية التامة، فهل يمكن أن توسّع جبهات القتال بما يفتح عليها جهنم الصواريخ من عدة جهات، وهي العالمة بحجم ودقة ومدى الصواريخ التي تمتلكها المقاومة؟
ثانياً: إن حزب الله ليس في وارد الانجرار إلى أي استفزاز إسرائيلي أو محاولة استدراج، لأنه ينتمي إلى محور يسجّل انتصارات وتأتي لصالحه المتغيرات، وهو لن يفرّط بسهولة بمثل هذه اللحظات التي تناسبه استراتيجياً، لينزلق إلى حماقة إسرائيلية.
ثالثاً: لم يعد شنّ حرب إسرائيلية نزهة. إن الحسابات باتت كبيرة وكثيرة، وتشابك الجبهات المقاومة يعقّد أي مهمة للعدو. والشعب الاسرائيلي غير جاهز نفسياً لأي حرب والملايين باتوا في الملاجئ منذ اليوم الاول للاشتباك الإسرائيلي والفلسطيني، والجيش الاسرائيلي غير متحمّس وكثيرون منهم يذهبون مجبرين إلى القتال من دون أي معنويات قتالية ويحاولون التهرب من هذه المهمات.
رابعاً: إن الداخل الاسرائيلي مأزوم وهذه الازمة متشعبة وتبدأ من السياسي ولا تنتهي بالاقتصادي وليس من السهولة زيادة أزمة إضافية وبهذا الحجم. وليس هناك أي اتفاق أو إجماع في الداخل على شنّ حرب، كما أن المكلف تشكيل الحكومة هو يائير لابيد وليس نتنياهو، ولابيد انتقد سلفه وقال عنه إنه يأخذ الاسرائيليين إلى الفوضى.
ربما في الوقائع، هناك ما يدعو إلى القلق من إسرائيل بسبب مظاهر قوة أضيفت إلى قوتها الأساسية مثل مسار التطبيع السريع والسهل وتقدمات دونالد ترامب هدايا كتكريس القدس عاصمة وتوسيع عمليات التهويد وما شاكل، ولكن في مقابل عصر التطبيع، هناك عصر مقاومة قوية مترابطة ومتشابكة وتمتلك ليس فقط القوة العسكرية ولكن أيضاً القوة المعنوية والقضية، فرضت نفسها على المعادلة الاقليمية، ورسمت مسارات جديدة، بات سلوك غيرها مكلفاً للغاية على العدو.
لا تخافوا، “أنظروا إلى صفقة القرن تحترق” على ما غرّدت الباحثة ليلى نقولا.
وانظروا إلى القبة الحديدية تتهاوى، وانظروا إلى الإسرائيليين في الملاجئ، فيما ينتفض الفلسطينيون بابتسامة وكرامة، وينتظر المقاومون حماقة إسرائيلية، لن تُرتكب على الارجح.