ندوة حول “الصيام الآمن لمرضى السكري” إستنادا للمعايير العلمية والأحكام الشرعية والفقهية في النادي الثقافي – برجا
– اقليم الخروب – نظّم النادي الثقافي الإجتماعي في برجا، في مقر النادي، بالتعاون مع “الجمعية اللبنانية للسكري”، ندوة حول “الصيام الآمن لمرضى السكري”، حضرها عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي أحمد مهدي ممثلاً النائب بلال عبد الله، مصباح الخطيب ممثلا أمين سر نقابة المحامين في بيروت المحامي سعد الدين الخطيب، منسق قطاع التنمية في محافظة جبل لبنان الجنوبي في”تيار المستقبل” محمد الشيخ سعد، مسؤول “تيار المستقبل” في برجا محمد كايد الحاج، رئيسة النادي إيلان دمج، سامية سرور ممثلة دار الكتاب المبين وشخصيات وجمعيات وأهالي .
وكانت إستهلت الندوة بكلمة ترحيبية للدكتورة خديجة سعد، التي سلطت الضوء على “اهمية التقدم في الدراسات واصدار المعايير العلمية”، ونوّهت “بالجهود الفقهية والأحكام الشرعية التي راعت في صدورها كل ما ورد من أحكام ورخص”، متمنية لمرضى السكري” صياماً آمنا في حال الإجازة لهم بالصوم وعدم إصرار البعض على تخطي الرأي الطبي” .
ثم تحدث الرئيس الإقليمي للإتحاد الدولي للسكّري الدكتور محمد صنديد فعرض لمخاطر هبوط السكر لدى مرضى السكري، والتي” تتلخص بإنخفاض او إرتفاع السكر، الجفاف، التجلط والتسمم الكيتون”، لافتا الى” اهم الدراسات العلمية التي اعتمدت خلال السنوات العشر الماضية وارتكزت عليها التصنيفات الاربعة الحديثة لمرضى السكري” .
وشرح صنديد لموانع الصيام للمرضى المصنفين في الفئتين: الاولى، “حيث الخطورة عالية جدا، وينضوي تحت هاتين الفئتين مرضى النوع الاول من اليافعين والشباب حيث يكون العلاج باربع حقن انسولين او اكثر، والحوامل والمسنين والذين تعرضوا لهبوط سكر متكرر او مضاعفات مصاحبة . وأما الفئة الثالثة والرابعة، التي تضم المرضى المتزنين من ناحية ضبط السكر او البدينين مع اصابة تعود لسنوات قريبة حيث يسمح لهاتين الفئتين بالصيام” .
كما كانت كلمة لقاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، لجهة الرأي الفقهي لصيام رمضان عند مرضى السكري، مبينا الأحكام الشرعية لكل تصنيف علمي، عارضا للآيات والآحاديث التي تمنع او تسمح بالصوم .
وفسّر الموقف الشرعي، الذي” ارتكز على المعايير العلمية للاطباء الحاذقين والمؤمنين بالصيام”، فأشار إلى “خطورة الصوم للفئتين الاولى والثانية(اللتين تضمان المتيقن تضرره من الصيام أو من يغلب الظن على تضرره…) لما فيها من خطورة على صحة المريض بالسكري “.
كما لفت الجوزو الى ان المريض “لا يجوز له ان يفطر في رمضان، الا اذا كان مرضه شديدا، مستندا الى عدد من الايات القرآنية (“يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”)، كما اباح الله تعالى للمريض الذي يرجى برؤه أن يفطر في رمضان ويقضي اياما اخر، “فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر”.
وقال :” اذا قرر الطبيب الثقة المختص، ان يفطر المريض بناء للخطورة العالية ،يتعين شرعا على المريض هذا ان يفطر درءا للخطر “ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة” “ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما”، اما مرضى الفئتين الثالثة والرابعة (المستقر وضعهم الصحي ولا يعانون من مضاعفات) لا يجوز لهما الافطار، وينطبق عليهم قوله تعالى “وأن تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون”.
وختم الجوزو بتاكيد “ضرورة الاخذ بالراي الطبي والمعايير العلمية لتقييم وضع المريض “.
وفي ختام الندوة، شكرت رئيسة النادي المحامية إيلان دمج الحضور على مشاركتهم في هذه الندوة، مؤكدة “وضع النادي في تصرف أبناء المنطقة وخدمتهم، لا سيما في المجالات الصحية والطبية والتربوية
والثقافية والاجتماعية