ازاحة الستار عن تمثال رائد الادب المسرحي الجاد المبدع البروفسور انطوان معلوف بدعم من مجلس قضاء زحلة
في حفلٍ حاشدٍ مهيب، وبحضور غبطة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي وفعاليّات ثقافيّة وسياسيّة وروحيّة وانسانيّة وقانونيّة واجتماعيّة راقية، وبرعاية بلدية زحلة تعنايل المعلقتين، ومجلس قضاء زحلة الثقافي ودعم معنوي كبير من الأصدقاء والعائلة، تمّت ازاحة الستار عن تمثال رائد الادب المسرحي الجاد المبدع البروفسور انطوان معلوف
بدأ الحفل بعزفٍ ملائكي منسوج برونق الالهام على أنغام فوج زحلة الأول في كشاف التربية الوطنبة للنشيد الوطني اللبناني، ثمّ أزاح غبطة البطريرك العبسي الستار عن تمثال نصفي للأديب انطوان معلوف وقد نحته بأنامل احترافيّة ومنمّقة الفنان جمعة الناشف وهندس القاعدة المهندس غازي غصن.
من بعدها، انتقل الحضور الى فندق قادري الكبير، حيث توالت سلسلة من الشهادات والخطابات في حقّ المعلوف، بدأت بوقفة من الحضور للنشيد الوطني اللبناني الذي أنشدته الميتزو سوبرانو تيرا معلوف بصوتها الرخيم، تلتها كلمة ترحيب من مقدمة الحفل الاستاذة الهام معلوف زناتي التي عرّفت بكلمات موجزة ومبهرة عن كلٍّ من المتكلّمين، وتمّ عرض فيلم وثائقي يلخّص سيرة المعلوف عنوانه الملهم”.
وبدأ الحفل بكلمة لرئبس بلدية زحلة أسعد زغيب قال فيها بأنّ المعلوف نجم سطع بريقه في سماء زحلة وكان حارساً أميناً على معبد الثقافة والفكر النيّر العميق، وتكريمه هو بداية لرحلته الأدبيّة والفنيّة العريقة. ثمّ كانت كلمة لرئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي الاستاذ مارون مخول أشاد فيها بفكر المعلوف وتأثره بالمأساة التي اقتبسها عن فكر أرسطو وانتمائه للمدرسة الوجوديّة التي ربطت سرده للحدث يشخصيّة الانسان المحرّك له، وقد اختزلها من خلال أعماله خاصة مسرحية الازميل التي كانت أول مسرحية تعرض على أدراج بعلبك وما زالت تدرّس في للجامعات اللبنانيّة،وركّز على دور المعلوف في ابتكار أول اوبرا تغنّى باللغة العربيّة، وشكر عائلة انطوان معلوف على انجاح هذا التكريم المستحق للمعلوف.
وتمّ عرض مشهد من الأوبرا التي كتبها المعلوف بالعربيّة وهي عنتر وعبلة، وتتالت من بعدها كلماتٌ لكلِّ من المايسترو مارون الراعي الذي علّق و أشاد بهذا الانجاز التاريخي، وكان السبّاق في نوعه وأهميّته. ثمّ كانت كلمة الشاعر جورج كفوري التي أشاد بسيرة المعلوف الذي كتب بأسلوب لا يقلّد أو يُجتزأ منه، لأنّه مغّز بأسلوب خبير ومعلّم مسرحي متمرّس. تلتها وفغة غناء أوبراليّة في سماء الحلم لتيرا معلوف.
وقد ألقى الدكتور جوزيف لبس كلمة مدح فيها ابداع المعلوف، و أشار إلى أنّه تتلمذ على يديه و وتلقّن منه الوصايا العشر وقد رافقت الدهشة أعماله على مدار السنين لبريقها الخلاب والمنطق الاغريقي الذي تسير عليه في فلسفتها البليغة. كما تكلّم نقيب الممثلين السابق الشاعر جان قسيس عن قامة الاديب معلوف الشاهقة وما زرعته من القيم الانسانيّة التي أنارت له دربه، وعن تواضعه الجم وفكره الخلاب الذي لم يعنَ يوما بالربح المادي بل تجاوزه لاكتساب الكرامة والخلق الانساني وسبل الخلاص في الوجود. فكتب بريشة الصبر والايمان ، وعجنته المأساة فصيّر نفسه رغيفا لمائدتها.
وكانت وقفة مع عرض وثائقي لعدّة شهادات في حقّ المعلوف، ثمّ قدّم مدير كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبناتية الدكتور برنار غصوب منحوتة رائعة للمعلوف كما قدّم الفنان المهندس غازي غصن لوحة بورتريه بالحبر الصيني.
ثمّ قدّم غبطة البطريرك العبسي في كلمته شهادة حق في حق المعلوف، وبأنّه أثرى المكتبة الأدبية والصحافة البنانيّة وصرح المسرح اللبناني وجسّد قيم الدين المسيحي كالمحبة والتسامح والصبر والايمان فكان مرآة للمعرفة الثاقبة وظلاً للخير. وكان ختام الأمسية مع كلمة العائلة التي ألقاها شقيق المكرم الدكتور غسان معلوف، شكر فيها البطريرك العبسي لحضوره الوطيد، وجميع من شارك ونسّق وساهم وحضر تنظيم هذا الحفل التكريمي، وخصّ بالشكر رئيس مجلس قضاء زحلة الاستاذ مارون مخول ورئيس بلديتها والأساقفة والحضور، وقال انّه ينعم براحة ذاتيّة عميقة لكونه استطاع أن يمنح شقيقه بعض ما يستحق بعد أن قضى حياته ناسكاً للأدب والثقافة والفلسفة التي انطلقت منها أعماله وعن ابداعه الذي سيعيش أمد الدهر، وفي نهاية الحفل تم تقديم الكوكتيل للحاضرين، وكانت أمسية مشبعة برونق الابداع الحي الذي لا يموت.