نخوة أهالي إقليم الخروب وفرت ارتياحاً للضيوف.. وجمعيات حولت مقراتها مراكز لإيواء النازحين
منذ أسبوع واحد
79 3 دقائق
بيروت ـ أحمد منصور
بدا واضحا أن ما قامت به الجمعيات المحلية كان عاملا أساسيا في مساندة ومساعدة الإدارات الرسمية والبلديات في مسألة نزوح الأهالي من الجنوب والضاحية جراء الحرب الإسرائيلية الموسعة اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي.
فقد وضعت غالبية الجمعيات إمكاناتها بتصرف العائلات النازحة، على رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وفي ظل تواضع إمكانات الدولة في التعامل مع هذه المعضلة على المستوى المطلوب.
وقد رفعت الجمعيات شعار «الأخوة والإنسانية والوحدة الوطنية»، واستنفرت في مد يد العون، ومنها من حول مقر جمعيته إلى مركز إيواء، لتكون البصمة الإنسانية راسخة بكل معنى الكلمة.
من هذه الجمعيات مؤسسات الرعاية الاجتماعية ـ دار الأيتام الإسلامية، التي فتحت أبوابها في مجمع إقليم الخروب للرعاية والتنمية في بلدة كترمايا. واستقبلت من اليوم الأول للحرب 40 عائلة (146 نازحا)، وقدمت لهم خدمات ورعاية أبناء الدار، وشاركتهم في البرامج الاجتماعية والتربوية والدعم النفسي لتقوية وتنمية قدراتهم في التعامل مع الأزمات. كذلك فعلت جمعية النجدة الشعبية في برجا التي تستضيف أيضا 32 عائلة (175شخصا).
وقال مدير مجمع إقليم الخروب للرعاية والتنمية محمد حمية لـ «الأنباء»: «تخطينا العمل الإغاثي مع أهلنا النازحين، ونفتخر ونعتز بما قمنا به تجاههم. فمؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تأسست لإغاثة المجتمع سنة 1915، لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هول هذه الكارثة التي تتعرض لها شريحة كبيرة من أبناء وطننا. لذا فتحنا أبواب المجمع ودار الأيتام، وقدمنا كل الرعاية المطلوبة التي نوفرها لأبنائنا، وأخضعناهم لبرامجنا المتعددة التي تساعدهم في التغلب على ألعاب والأوضاع الصعبة».
وأضاف «صحيح ان الدار والمجمع تحولا إلى مركز لإيواء إخوتنا، لكننا نتعامل معهم على أنهم أحد أبناء الدار، واشتغلنا معهم على عدة مجالات فكرية واجتماعية وتعليمية وتربوية وترفيهية».
وتابع «نستضيفهم في غرف منامة طلاب الدار، ووفرنا لهم كل ما بوسعنا من خدمات، بالإضافة إلى قاعة مخصصة ومجهزة بالأنترنت، لمتابعة طلاب الجامعات والثانويات ومرحلة المتوسط دراستهم مع مدارسهم عبر خدمة التعليم عن بعد».
وشدد حمية على «اهتمام المؤسسة بالأطفال والشباب والعلم، الذي هو إحدى ركائز مسيرة الحياة. وانطلاقا من ذلك تم إخضاع مختلف الفئات العمرية إلى البرامج الخاصة بالدار ومنها الدعم النفسي، لتنشيط المهارات الفكرية والإدراكية. وحرصنا على تأمين التعليم لفئة معينة، عبر متابعة دراستهم في المدارس الرسمية المجاورة».
وأكد «مساعدة الشباب في تأمين فرص عمل لهم في إحدى الشركات، ليأخذوا دورهم في الحياة والتغلب على معاناتهم وسد فراغهم».
وفي الشق الغذائي، قال «أخذنا على عاتقنا توفير ما نحتاجه من مستودع الخيرات الخاص بمؤسساتنا، ونقوم بإعداد وجبات الطعام يوميا، وفق النظام الغذائي الخاص بالمؤسسة. وحرصنا على تناولهم نفس الوجبات التي نعدها لأبنائنا في قاعة الطعام، في مطبخنا الخاص في المجمع».
ومن كترمايا إلى برجا حيث مقر جمعية النجدة الشعبية، التي تستضيف بدورها 32 عائلة (175شخصا)، موزعين على 14 غرفة.
وشرح المسؤول الميداني في الجمعية بلال صالح لـ «الأنباء» كيفية تحويل مدرسة الجمعية ومقرها إلى مركز للإيواء. وأشار إلى انه «تم تقسيم القاعات الكبيرة إلى عدة غرف بقواطع لاستيعاب العدد الأكبر ممكن من العائلات».
وأكد صالح ان الجمعية «وجدت لخدمة أهلنا في شتى الظروف». وأشار إلى بذل الجهود للتخفيف من المآسي عن كاهل النازحين، وشدد «على أن الجمعية وعلى رغم الإمكانات المحدودة، شرعت أبوبها لأهلنا وقدمت كل ما تملك»، منوها بدور أهالي برجا وإقليم الخروب في احتضان النازحين واندفاعهم في تقديم المساعدات».
وتابع «استحدثنا صف تقوية للطلاب من الصفين التاسع (أساسي) والثالث (ثانوي) بإدارة المديرة خديجة حمود، التي تطوعت مع ومجموعة من طلاب الجامعات لمساعدة الطلاب النازحين».
وعن موضوع الغذاء، قال «في البداية، كانت تأتينا وجبات غذائية ساخنة من المطبخ المركزي في برجا. واليوم استحدثنا مطبخا في المركز، نعد فيه وجبات الطعام، بدعم من د.معن حدادة رئيس جمعية الأمل والعطاء. وتتعاون السيدات النازحات في تحضير الوجبات». وأضاف «على ابواب الشتاء نسعى إلى تأمين دفايات وحرامات، لأن الحرامات المتوافرة لا تكفي».
هذه الخطوات لقيت ارتياحا لدى الأهالي، فنوه حسين شهاب الذي نزح من المساكن الشعبية في صور «باستقبال الشباب خير استقبال. وأمنوا لنا كل ما يلزم من فرش وحرامات، ويقومون بالتعاون مع أهالي برجا بمساعدتنا وتأمين احتياجاتنا ضمن الامكانيات المتاحة».
وشكر أهالي برجا والاقليم، وقال «اتمنى ان نعود إلى الجنوب كما عدنا في العام 2006 ورأسنا مرفوع وكرامتنا محفوظة».
محمود حازر من بلدة انصار لديه عائلة مؤلفة من سبعة افراد، قال لـ «الأنباء»: «استقبلنا بالترحاب والاحتضان، واللجنة القيمة على الجمعية تؤمن كل ما يلزمنا من اللحم الحي (…) نحن بحاجة إلى تدفئة لأننا دخلنا في فصل الشتاء والبارد قارس».
وقالت سيدة نازحة من بلدة حولا تشارك في إعداد الطعام «نزحنا منذ سنة وشهرين ودولتنا غائبة عنا. لجأنا بداية إلى مجدل سلم، وبعد التصعيد الأمني في الجنوب انتقلنا إلى برجا منذ ثلاثة اشهر، واستقرينا في مقر النجدة الشعبية. ويتم التعامل معنا بشكل مميز، وبمساعدة الأيادي البيضاء تم افتتاح المطبخ. انا ومجموعة من السيدات النازحات نتعاون على تحضير الطعام لكل الموجودين في المركز».
وأملت «أن تكون العودة إلى بلدتها قريبة، لأن المرء لا يرتاح إلا في منزله».
بدا واضحا أن ما قامت به الجمعيات المحلية كان عاملا أساسيا في مساندة ومساعدة الإدارات الرسمية والبلديات في مسألة نزوح الأهالي من الجنوب والضاحية جراء الحرب الإسرائيلية الموسعة اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي.
فقد وضعت غالبية الجمعيات إمكاناتها بتصرف العائلات النازحة، على رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وفي ظل تواضع إمكانات الدولة في التعامل مع هذه المعضلة على المستوى المطلوب.
وقد رفعت الجمعيات شعار «الأخوة والإنسانية والوحدة الوطنية»، واستنفرت في مد يد العون، ومنها من حول مقر جمعيته إلى مركز إيواء، لتكون البصمة الإنسانية راسخة بكل معنى الكلمة.
من هذه الجمعيات مؤسسات الرعاية الاجتماعية ـ دار الأيتام الإسلامية، التي فتحت أبوابها في مجمع إقليم الخروب للرعاية والتنمية في بلدة كترمايا. واستقبلت من اليوم الأول للحرب 40 عائلة (146 نازحا)، وقدمت لهم خدمات ورعاية أبناء الدار، وشاركتهم في البرامج الاجتماعية والتربوية والدعم النفسي لتقوية وتنمية قدراتهم في التعامل مع الأزمات. كذلك فعلت جمعية النجدة الشعبية في برجا التي تستضيف أيضا 32 عائلة (175شخصا).
وقال مدير مجمع إقليم الخروب للرعاية والتنمية محمد حمية لـ «الأنباء»: «تخطينا العمل الإغاثي مع أهلنا النازحين، ونفتخر ونعتز بما قمنا به تجاههم. فمؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تأسست لإغاثة المجتمع سنة 1915، لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هول هذه الكارثة التي تتعرض لها شريحة كبيرة من أبناء وطننا. لذا فتحنا أبواب المجمع ودار الأيتام، وقدمنا كل الرعاية المطلوبة التي نوفرها لأبنائنا، وأخضعناهم لبرامجنا المتعددة التي تساعدهم في التغلب على ألعاب والأوضاع الصعبة».
وأضاف «صحيح ان الدار والمجمع تحولا إلى مركز لإيواء إخوتنا، لكننا نتعامل معهم على أنهم أحد أبناء الدار، واشتغلنا معهم على عدة مجالات فكرية واجتماعية وتعليمية وتربوية وترفيهية».
وتابع «نستضيفهم في غرف منامة طلاب الدار، ووفرنا لهم كل ما بوسعنا من خدمات، بالإضافة إلى قاعة مخصصة ومجهزة بالأنترنت، لمتابعة طلاب الجامعات والثانويات ومرحلة المتوسط دراستهم مع مدارسهم عبر خدمة التعليم عن بعد».
وشدد حمية على «اهتمام المؤسسة بالأطفال والشباب والعلم، الذي هو إحدى ركائز مسيرة الحياة. وانطلاقا من ذلك تم إخضاع مختلف الفئات العمرية إلى البرامج الخاصة بالدار ومنها الدعم النفسي، لتنشيط المهارات الفكرية والإدراكية. وحرصنا على تأمين التعليم لفئة معينة، عبر متابعة دراستهم في المدارس الرسمية المجاورة».
وأكد «مساعدة الشباب في تأمين فرص عمل لهم في إحدى الشركات، ليأخذوا دورهم في الحياة والتغلب على معاناتهم وسد فراغهم».
وفي الشق الغذائي، قال «أخذنا على عاتقنا توفير ما نحتاجه من مستودع الخيرات الخاص بمؤسساتنا، ونقوم بإعداد وجبات الطعام يوميا، وفق النظام الغذائي الخاص بالمؤسسة. وحرصنا على تناولهم نفس الوجبات التي نعدها لأبنائنا في قاعة الطعام، في مطبخنا الخاص في المجمع».
ومن كترمايا إلى برجا حيث مقر جمعية النجدة الشعبية، التي تستضيف بدورها 32 عائلة (175شخصا)، موزعين على 14 غرفة.
وشرح المسؤول الميداني في الجمعية بلال صالح لـ «الأنباء» كيفية تحويل مدرسة الجمعية ومقرها إلى مركز للإيواء. وأشار إلى انه «تم تقسيم القاعات الكبيرة إلى عدة غرف بقواطع لاستيعاب العدد الأكبر ممكن من العائلات».
وأكد صالح ان الجمعية «وجدت لخدمة أهلنا في شتى الظروف». وأشار إلى بذل الجهود للتخفيف من المآسي عن كاهل النازحين، وشدد «على أن الجمعية وعلى رغم الإمكانات المحدودة، شرعت أبوبها لأهلنا وقدمت كل ما تملك»، منوها بدور أهالي برجا وإقليم الخروب في احتضان النازحين واندفاعهم في تقديم المساعدات».
وتابع «استحدثنا صف تقوية للطلاب من الصفين التاسع (أساسي) والثالث (ثانوي) بإدارة المديرة خديجة حمود، التي تطوعت مع ومجموعة من طلاب الجامعات لمساعدة الطلاب النازحين».
وعن موضوع الغذاء، قال «في البداية، كانت تأتينا وجبات غذائية ساخنة من المطبخ المركزي في برجا. واليوم استحدثنا مطبخا في المركز، نعد فيه وجبات الطعام، بدعم من د.معن حدادة رئيس جمعية الأمل والعطاء. وتتعاون السيدات النازحات في تحضير الوجبات». وأضاف «على ابواب الشتاء نسعى إلى تأمين دفايات وحرامات، لأن الحرامات المتوافرة لا تكفي».
هذه الخطوات لقيت ارتياحا لدى الأهالي، فنوه حسين شهاب الذي نزح من المساكن الشعبية في صور «باستقبال الشباب خير استقبال. وأمنوا لنا كل ما يلزم من فرش وحرامات، ويقومون بالتعاون مع أهالي برجا بمساعدتنا وتأمين احتياجاتنا ضمن الامكانيات المتاحة».
وشكر أهالي برجا والاقليم، وقال «اتمنى ان نعود إلى الجنوب كما عدنا في العام 2006 ورأسنا مرفوع وكرامتنا محفوظة».
محمود حازر من بلدة انصار لديه عائلة مؤلفة من سبعة افراد، قال لـ «الأنباء»: «استقبلنا بالترحاب والاحتضان، واللجنة القيمة على الجمعية تؤمن كل ما يلزمنا من اللحم الحي (…) نحن بحاجة إلى تدفئة لأننا دخلنا في فصل الشتاء والبارد قارس».
وقالت سيدة نازحة من بلدة حولا تشارك في إعداد الطعام «نزحنا منذ سنة وشهرين ودولتنا غائبة عنا. لجأنا بداية إلى مجدل سلم، وبعد التصعيد الأمني في الجنوب انتقلنا إلى برجا منذ ثلاثة اشهر، واستقرينا في مقر النجدة الشعبية. ويتم التعامل معنا بشكل مميز، وبمساعدة الأيادي البيضاء تم افتتاح المطبخ. انا ومجموعة من السيدات النازحات نتعاون على تحضير الطعام لكل الموجودين في المركز».
وأملت «أن تكون العودة إلى بلدتها قريبة، لأن المرء لا يرتاح إلا في منزله».